جاهزون للذهاب لمسافات أبعد مما يتصورون| كواليس حرب 11 يومًا مهدت للطوفان.. من مراسلات قادة المقاومة
في العاشر من مايو 2021 بدأت معركة سيف القدس،كما اطلقت عليها الفصائل الفلسطينية وحارس الأسوار وفقًا للمسمى الإسرائيلي، والتي بدأت بعد مهلة الساعة التي منحها القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، محمد الضيف لإسرائيل من أجل الخروج من المسجد الأقصى ووقف اعتداءاتها، ومع انتهاء المهلة بدأت بإطلاق الصواريخ تجاه الأراضي المحتلة.
أدت المعركة التي استمرت لـ 11 يومًا إلى مقتل عشرات الفلسطينيين من سكان قطاع غزة ومقتل عدد من الإسرائيليين، حيث أطلقت الفصائل خلالها أكثر من 4360 صاروخا على الأراضي الإسرائيلية، بينما هاجمت إسرائيل أكثر من 1500 هدف، ووفقًا لمزاعمها دمرت 100 كليو متر من انفاق الفصائل.
إسرائيل قدمت سيف القدس باعتبارها انتصارا لها، وروج رئيس الوزراء ووزير الدفاع وكبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي للمعركة على هذا النحو.
مؤخرًا، كشفت إسرائيل عن وثائق عثرت عليها في غزة، تتضمن مراسلات لقادة المقاومة الفلسطينية توضح رؤيتهم لحرب الـ 11 يوما، وكيف كانت عاملًا مشجعا لشن هجوم أوسع على إسرائيل لم يتأخر سوى عامين، إذا ضربت الفصائل الكيان بعملية السابع من أكتوبر.
رسالة هنية
في 23 مايو2021، وجه إسماعيل هنية، رسالة إلى يحيى السنوار، قال فيها: نبارك لكم ولإخواننا وشعبنا وأمتنا هذا النصر العظيم والفتح المبين، الذي أكرمنا الله به ورفع اسم حركتنا وقسامنا في العالمين، وهتفت الملايين باسم قائد أركان المقاومة الحبيب القائد المجاهد أبو خالد، وجعل له لواءً معقودًا في سماء المجد، وبيعة مسكونة في قلوب المؤمنين والمحبين، وما كان ذلك النصر إلا بفضل الله تعالى وتثبيته ومعيته، وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم.
رد السنوار: نمر مفترس
جاء رد السنوار بنفس حماس رسالة هنية: بات واضحا للجميع أن هناك نمرا مفترسا فتاكا اسمه حماس وكتائب القسام، وأنه إذا غضب وقرر الفتك، فإنه يملك الجرأة على اتخاذ القرار، والاستعداد للذهاب لمسافات بعيدة أبعد مما يتصوره الناس، وأنه جاهز للتضحية.
إيران: سيف القدس بداية للنصر الكبير
كانت إيران على نفس القدر من الحماسة، وهو ما يكشفه هنية في رسالة ثالثة بعد لقائه مع قادة من الحرس الثوري والأمين العام لحزب الله: لقد كان لأداء القسام في المعركة تأثير كبير وعميق في نفوسهم، وهم مفعمون بالنصر وبالإدارة العسكرية والانسجام الميداني والسياسي، وعبروا بكل وضوح أن المعركة ونتائجها ذات بعد استراتيجي، وفتحت الباب واسعا للنصر الكبير ولتصميم العمل مستقبلا على جبهات متعددة لحسم الصراع مع العدو بإذن الله تعالى.
الحوثيون والعراقيون مستعدون
يضيف هنية في الرسالة التي وجهت إلى محمد الضيف ونائبه: وقد تناولنا في حديثنا المسارات الاستراتيجية والمستقبلية بما في ذلك ما ورد في الرسالة بشأن بناء تحالف دفاعي بين جهات المقاومة، وقد استعرضنا في هذا المجال مع السيد حسن نصر الله ما كنا قد أسسنا له في زيارتنا السابقة، حيث وضعنا في صورة ما تم بعد الزيارة، حيث ذكر بأن اليمينين والعراقيين الى جانب حزب الله مع آلاف المقاتلين في سوريا جاهزون للدخول في أي حرب إقليمية قادمة.
بعد تلك المناقشات يقترح السنوار استراتيجية وقف إطلاق نار طويل الأمد، أو هدنة مع إسرائيل، كوسيلة لعزلها عن المجتمع الدولي أو خلق الانقسام داخل المجتمع الإسرائيلي حسبما تصفها صحيفة تايمز أوف إسرائيل.
التحضير لعملية أكبر
تظهر المراسلات أن حماس أصبحت لديها قناعة بإمكانية توجيه ضربة قوية لإسرائيل، ففي رسالة داخلية لكتائب القسام جاء فيها: ولقد سجلت معركة سيف القدس نقطة مفصلية في الصراع بيننا وبين اليهود الغاصبين، حيث مثلت هذه المعركة مرحلة إساءة وجه بني صهيون، وإذلالهم على يد عباده المجاهدين لننتقل إلى مرحلة تتبير كيانهم وإزالته عن الوجود، والتي تستدعي استثمار ما تم تحقيقه من إنجازات ومكتسبات خلال معركة سيف القدس، وتضافر الجهود مع جميع الأطراف الصديقة التي فتحت شهيتها ورغبتها لإزالة هذا الكيان للمضي قدما بخطوات عملية تسهم في تسريع زوال هذا الكيان، وتمكننا من القدرة على إدارة معركة التحرير.
