وقائع مروعة.. تحقيق بريطاني يكشف قصة مقابر تلال الخطيئة لدفن الصغيرات أحياء حال رفضهن الزواج بالعراق
كشفت صحيفة ديلي ميل البريطانية في تحقيق مدعوم من منظمة مراسلون من أجل صحافة استقصائية عربية، عن وقائع مروّعة تُظهر الانتهاكات الجسيمة التي تتعرض لها الفتيات والنساء في العراق.
وبحسب ما نُشر بالصحيفة، انتشرت ظاهرة عراقية بزواج طفلات لم يتجاوزن التاسعة من العمر بالإجبار من رجال يكبرونهن بعقود، كما روت كاتبة التحقيق العراقية التي تقيم في الجنوب ولم تفصح عن اسمها، عن مشاعر الصدمة والرعب التي تعيشها كل يوم خشية أن تصبح إحدى حفيدتيها، البالغة إحداهما ست سنوات بعد ثلاث سنوات فقط ضحية لهذه الظاهرة، قائلة: أشعر بالغثيان كلما فكرت أن حفيدتي قد تُنتزع مني لتُسلّم قسرًا لرجل غريب، فقط لأنها بلغت السن التي يعتبرها البعض صالحة للزواج.
قبور سرية للضحايا
وأزاح التحقيق الستار عن ظاهرة أخرى دُفنت في مقابر تُعرف محليًا باسم تلال الخطيئة بمحافظة ذي قار جنوبي العراق، حيث تُدفن عشرات الضحايا من الفتيات والنساء اللواتي قُتلن بدعوى الشرف وبعضهن وقعن في الحب، وأخريات رفضن الزواج القسري، أو كنّ ضحايا اعتداءات من أقاربهن.
وتنقل الصحيفة عن مصادر محلية أن العديد من هذه الجرائم يتم التستر عليها عبر إصدار تقارير وفاة مزوّرة تصفها بـ الانتحار، في حين تُدفن الجثث بعيدًا عن الأنظار دون تحقيق قضائي حقيقي.
من ضحية إلى أخرى: روايات تقشعر لها الأبدان
وتضمن التقرير شهادات مؤلمة لفتيات تمّ التنكيل بهن على أيدي آبائهن أو أشقائهن، إحداهن فتاة في الـ16 من عمرها، قُتلت ضربًا بسبب مراسلتها شابًا على هاتفها المحمول، وأخرى كردية دُفنت حية ولم يظهر من جسدها سوى رأسها، بعدما شوهدت مع رجل اعتبرته صديقًا، نجت بأعجوبة بعد تدخل أحد أقاربها المحامين.
كما كشفت كاتبة التحقيق عن قصص قريبات وصديقات تعرّضن للضرب المبرح من أزواجهن في ظل غياب شبه تام لآليات الحماية القانونية، مؤكدة أن الثقافة الأبوية لا تزال تهيمن على المجتمع، بينما تُعاني النساء المطلقات من وصمة العار والخوف من فقدان أطفالهن أو التشرد.
وفي ختام تحقيقها، أعربت الكاتبة عن قلقها من أن تصبح حقوق النساء العراقيات ذكرى من الماضي، داعية إلى تدخل دولي عاجل لحماية الطفلات والنساء من منظومة القمع والعنف المسكوت عنها.
