سبايدر مان.. وحبات الكرمة التالفة
مرتديًا زي الرجل العنكبوت أو كما هو دارج بيننا سبايدر مان، خرج بطلنا الخارق الذي لم يتخطى عمره الـ6 سنوات، من منزله متوجهًا لبهو المحكمة العريق محاطًا بأم لها عزيمة الجبال وإرادة الحديد، عازمة على القصاص واقتناص حق صغيرها، بعد مرور ما يزيد عن عام من المحاولات لطمس تلك الجريمة التي روعت نجله، وأب سخر قوته لتكون الدرع الواقي لحماية ابنه ورد حقه مما وقع عليه من ظلم آثم.
لحظات من الترقب والرصد عاشها المصريون بجميع فئات المجتمع صباح اليوم الأربعاء، رغم تحذيرات هيئة الأرصاد بتعرض عدد من مدن المحافظات لمنخفض صحراوي عميق ووجهت بعدم خروج المواطنين، إلا أن الجميع لم يكترث وخرجوا بهدف واحد دعم البطل الصغير في مواجهة العجوز والأشرار الذين لم تأخذهم ببراءته شفقة ولا رحمة.
وعقدت محكمة جنايات دمنهور في إيتاي البارود بمحافظة البحيرة، اليوم أولى جلساته بقضية محاكمة المتعدي على التلميذ ياسين، والتي كان يتابعها الكبير والصغير آملين في أن تنتهي بانتصار البطل، وهو ما حدث بعد عدة ساعات من بدء الجلسة والتي لم يكن مصرح لوسائل الإعلام بنقل مجرياتها نظرًا لحساسيتها ومراعاة لشعور تلك الأسرة المصرية التي دخلت في دوامة الحزن لما تعرض له نجلهم الصغير الذي لم تطأ قدمه أرصفة قاسية من قبل، إلا أنها فرضت عليه قدريًا، ولكن بحكمة الأم الرصينة نجحت في أن تحول المأساة التي تعرض لها نجلها من هتك عرضه على يد عجوز في أرزل العمر، وذلك حسبما أقره تقرير الطب الشرعي لما يقرب من 3 أشهر، إلى بطل في ملحمة وطنية تكاتف فيها الجميع وكأنه لم يكن حق ذلك الصغير فحسب وكأنه ابن كل بيت مصري.
انتصر القضاء المصري وقال كلمته ونصر ذلك البطل الصغير الذي توجه للقضاء على الأشرار وفقًا لسنه ووعيه في هذه المرحلة العمرية ليحكم بالسجن المؤبد على المتهم بالتعدي عليه وهتك عرضه، ثم يأتي بعد ذلك إقالة مديرة المدرسة والتي كانت طرفًا أصيلًا في التستر على الجريمة البشعة بين أروقة المؤسسة التي تديرها.
وبنهاية سعيدة تمكن سبايدر مان صاحب الـ6 سنوات، بعدما عبر عن الأفعال المشينة التي تعرض لها، ومواجهة الجناة من قطف حبات الكرمة التالفة.
