جنود السماء يزلزلون الأرض وإسرائيل لا ترى ولا تعقل

بينما تعصف الأعاصير بأمريكا، وتلتهم النيران غاباتها، وتغرق الفيضانات مدنها، تقف إسرائيل كالجماد، لا تبصر ولا تعقل، وكأنها لا تسمع أن صوت السماء قد علا، وأن الغضب الإلهي بدأ يرسل إشاراته بلغة لا تخطئ، لغة جُند الله الذين لا يُهزمون.

أمريكا، الداعم الأول لإسرائيل، تنوء تحت وطأة الكوارث، وكأنما السماء تقول لها أنتم لستم بمنأى عن قدرة الجبار، ورغم ذلك، تمضي إسرائيل في غيّها، تقتل الأطفال، وتهدم البيوت، وتدنس المقدسات، متوهمة أن الحماية الأمريكية درع لا يُخترق، لكنها نسيت أن للكون خالقًا لا ينام، ومدبرًا لا يُغفل.

هي ذاتها الأوهام التي حملوها من قبل حين قالوا إن خط بارليف لا يُقهر، فجاءت جنود مصر البواسل، فأذابوه كما يذوب الملح في الماء، ليصير هباءً تذروه الرياح، فالله يُمهل ولا يُهمل، وإذا قال لشيء كن، فيكون، وإن تقاعس العرب والمسلمون، فإن للسماء جنودًا لا يعدّون، وسلاحًا لا يُرى، ونصرًا يُولد من حيث لا يحتسبون.

يا أطفال فلسطين، يا من تُقتلون بصمت وتُغتال أحلامكم في مهد الطفولة، لا تبكوا، فدموعكم تروي شجرة النصر، وربٌ لا ينام يرعاكم، وإن غيّبوا الأحبة ومزّقوا الأجساد، فلن يُطفئوا نور الحق، سيأتي اليوم الذي ينطق فيه الحجر، ويقول يا مسلم، هذا يهودي خلفي، فاقتله.

أيها الصامتون في زمن الضجيج، أصغوا لصوت السماء، فالنصر آتٍ، والعز قادم، والكرامة تولد من رحم الألم، فلسطين ليست وحدها، فالله معها، والحق معها، وإن طال صمت الجميع.