لحظات حب
• أنا بحب السينما والأعمال التليفزيونية والمسرحية بشكل لا يوصف.. يمكن جزء من المحبة دي مقترن بكوني غير مهنتي كصحفي فأنا كمان كاتب وصانع محتوى لكني بنظرة أعمق بشوف إن معظم الناس اللي بتفهم هيكون عندها نفس أو جزء من محبتي للسينما، وده راجع لإني مقتنع تمامًا إن ممكن فيلم أو مشهد أو حتى جملة في عمل فني تغير وجهة نظرك بشكل كامل للحياة.. معظمنا جرب الإحساس ده.. والحقيقة إني دايمًا وبشكل مستمر بجربه مع كل عمل جديد بشوفه أو حتى مع عمل قديم بعيد اكتشافه!.. زي ما حصل لما شوفت من يومين ولأول مرة فيلم "لحظات حب" إنتاج سنة 2001 وبطولة "بوسي"، و"مصطفى فهمي" وتأليف "نادية رشاد" اللي اشتركت برضه في تمثيل الفيلم.. الفيلم بشكل عام بيحكي عن "أمينة" اللي بتقوم بدورها "بوسي" الزوجة والأم والموظفة المخلصة في خدمة زوجها وأولادها، واللي بتكتشف إنها مصابة بمرض خطير، وبتحس بالخوف والرعب من المرض اللي لازم في اعتقادها إن نهايته هي الموت زي ما حصل مع والدها، وفي نفس الوقت بتعاني من إهمال جوزها ليها.. لحد هنا تمام وأحداث وتفاصيل الفيلم قادرة تشدك بشكل إنسيابي لطيف.. لكن ومن ضمن أحداث الفيلم فيه مشهد بالذات بين "أمينة" اللي هي "بوسي" وبين "فاطمة" اللي قامت بدورها "نادية رشاد" يستحق ورغم قلة عدد كلماته إنه يتدرس!.. "أمينة" بتزور "فاطمة" وبتسألها سؤال مباشر: (هو إنتي يا بطة وإني قاعدة لوحدك مش بتحسي بوحدة ولا بملل؟).. بترد "فاطمة": (اللي يزهق من عِشرة نفسه مايقدرش يستحمل يعاشر حد، وأنا أصلي بحب فاطمة أوي أوي، أنا بدلع نفسي بنفسي، أصل أكتر مخلوق يستحق إنك تدلعيه هو نفسك).. جملة بسيطة بس حطت من خلالها أساس مُلهم للحياة وهو إن الأصل والبداية في إن حياتك تكون سعيدة هو كونك بتحب نفسك ولا لأ، وعندك اللي تقدمه ليها ولا لأ، وهل تقدر تستغنى بيها عن غيرها ولا لأ.. وده ليه؟.. لإن اللي مش هتقدر تديه لنفسك محدش هيقدر يديهولك.
• ساعات كتير بتنتظر من غيرك اللي أنت مش عارف تديه لنفسك.. والحقيقة إن المنظور ده بيخليك للأبد تحت رحمة شخص ما حتى لو كان الشخص ده كويس.. إن حضر لقيت نفسك، وإن غاب غبت أنت عن نفسك!.. عشان كده يظل "التقبل" هو الهدية الأهم اللي ينفع تديها لنفسك.. تتقبل عيوبك وإن فيه بعضها مش بإيدك.. تتقبل أخطاءك وإنك تحاول ماتتكررهاش.. تتقبل إختياراتك ويكون عندك استعداد تعدلها لو طلعت مش مناسبة.. تتقبل نقدك لنفسك حتى لو كان قاسي شوية لإنه عمره ما هيكون زي قسوة نقد غيرك ليك.. تتقبل ترغي مع نفسك، وتحبها، وتفكر معاها.. التقبل أهم هدية تهاديها ليك.. وده ليه؟.. عشان اللي يزهق من عِشرة نفسه مايقدرش يستحمل يعاشر حد.


