الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الاحتلال يستعين بآيات من القرآن الكريم ليشعل الحرب النفسية ضد سكان غزة

الاحتلال يستعين باقتباسات
سياسة
الاحتلال يستعين باقتباسات من القرآن الكريم
السبت 17/مايو/2025 - 01:46 م

في مشهد جديد من الحرب النفسية التي يعتمدها الاحتلال في عدوانه المستمر على قطاع غزة، أفادت تقارير إسرائيلية بأن جيش الاحتلال ألقى منشورات في مدينة دير البلح وسط القطاع تتضمن اقتباسات من القرآن الكريم، في محاولة مثيرة للجدل لاستغلال النصوص الدينية الإسلامية ضمن حملاته الدعائية. 

الاحتلال يستعين بآيات من القرآن الكريم ليشعل الحرب النفسية ضد شعب غزة

المنشورات التي أُسقطت من الجو صوّرت مشهدًا رمزيًا لانشقاق البحر، وهو الحدث الذي يرويه القرآن الكريم في سياق قصة النبي موسى عليه السلام وخروجه من مصر، حيث استشهدت المنشورات بالآية رقم 63 من سورة الشعراء: "فأوحينا إلى موسى أن اضرب بعصاك البحر فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم". وفي أسفل الصورة، كُتبت عبارة تحذيرية مباشرة: "سكان غزة، الجيش الإسرائيلي قادم".

يأتي هذا التصرف في إطار الحرب النفسية التي يستخدمها جيش الاحتلال لترهيب سكان القطاع، والتأثير على معنوياتهم الدينية والوطنية، في وقت يواجه فيه الأهالي أوضاعًا إنسانية كارثية جراء القصف المستمر، والحصار الخانق، والنزوح الواسع. 

اللافت في هذه الحملة الإسرائيلية ليس فقط محاولة بث الخوف، بل اختيارهم اقتباسًا قرآنيًا يحظى بإجماع روحي كبير لدى المسلمين، حيث يُعد مشهد انشقاق البحر رمزًا للنجاة الإلهية والانتصار على الظلم. ولكن إسرائيل، في مفارقة صارخة، توظف هذا الرمز المقدّس لتُجسّد نفسها في موضع "المنتصر"، وهو تمثيل يتناقض تمامًا مع حقيقة كونها القوة المُعتدية التي تحاصر وتهاجم شعبًا أعزل. 

مراقبون ومثقفون عرب عبّروا عن استيائهم مما وصفوه بـ الاستخدام الانتهازي لنصوص القرآن، واعتبروه محاولة لخلط الرمزية الدينية بالمشروعية العسكرية في ذهن المتلقي، وهو ما يمثل بحسبهم تطاولًا على التراث الإسلامي واستهانة بمشاعر الملايين من المسلمين حول العالم. 

هذا التوظيف للدين ليس جديدًا في السياق الصهيوني؛ فقد سبق لقيادات إسرائيلية أن استخدمت نصوصًا من التوراة للتبرير الأخلاقي لأفعال عسكرية، لكن اللجوء إلى القرآن في منشورات موجهة لسكان غزة يفتح فصلًا جديدًا من الاستفزاز الثقافي والديني، ويعكس قناعة الاحتلال بأن المعركة ليست فقط على الأرض، بل أيضًا على الوعي والرموز والهوية.

تابع مواقعنا