من الدنمارك إلى ساحات الذكر في الأقصر.. كريس يهيم بالعشق الإلهي بعد اعتناقه الإسلام
شهدت ساحات الذكر في مدينة الأقصر مشهدًا لافتًا أثار انتباه روادها، بعدما اندمج سائح دنماركي في أجواء الحضرة الصوفية، متأملًا ومتفاعلًا بخشوعٍ شديد، رغم كونه غريبًا عن ثقافة المكان، إنه كريس، طالب جامعي دنماركي، اعتنق الإسلام قبل خمس سنوات، وكرّس جهوده لدراسة التصوف والعشق الإلهي.
سائح دنماركي يوثق رحلته مع التصوف ويجوب مصر باحثًا عن مقامات الأولياء كاميرا في يد وخشوع في القلب
في حديث خاص لـ القاهرة 24، يروي الشيخ محمد منتصر الدح، أحد مشايخ الطرق الصوفية في الأقصر، تفاصيل اللقاء الأول مع كريس قائلًا: كنت أحيي مجلسًا للذكر في منطقة الكرنك شمال الأقصر، حين فوجئت بسائح أوروبي يتوسط الحلقة، يحمل كاميرته ويوثق المشهد باهتمام بالغ، بينما تملأ وجهه علامات السكينة والخشوع.


وأردف الشيخ: بعد انتهاء المجلس، جاءني أحد الحاضرين وقدّم لي كريس، الذي بادر بالتعريف بنفسه قائلًا إنه مسلم منذ خمس سنوات، وقد أسرَهُ التصوف بعوالمه الروحية العميقة.



العشق الإلهي.. من بحث أكاديمي إلى حالة وجدانية
لم يتوقف شغف كريس عند حدود التأمل فقط، بل اتخذ من دراسته الأكاديمية وسيلة للتعمق في مفاهيم العشق الإلهي، إذ أوضح الشيخ محمد منتصر: كريس أخبرني أنه يخصص أبحاثه الجامعية لدراسة التصوف، ويوثق جلسات الذكر والحضرات لاستخدامها كمادة فيلمية في دراسته.



وأضاف: روى لي كريس رؤيا رآها، كان يرتدي فيها جلبابًا أبيض ويصلي الجمعة، فقرر أن يزورنا في الساحة، وأدى الصلاة معنا، ثم حضر مجلس الذكر وهو في حالة من الهيام الروحي.


من مقام إلى آخر.. رحلة في حب آل البيت
كريس لا يكتفي بمجالس الذكر في الأقصر فقط، بل يجوب أنحاء مصر باحثًا عن أضرحة آل البيت والأولياء، مدفوعًا بشغفٍ صادق للتعرف على هذه الموروثات الروحية عن قرب.
واختتم الشيخ حديثه قائلًا: التقى بي كريس مجددًا وسجّل معي حديثًا ليستعين به في دراسته، مؤكدًا حبه العميق لآل البيت وزياراته المتكررة لمقاماتهم في مختلف المحافظات.


