محمد السنوار.. آخر السبعة الكبار في «القسام»| بروفايل

بعد الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة في أغسطس 2005 كشفت حماس لأول مرة وبشكل استثنائي عن أسماء 7 من قادتها العسكريين، كان أبرزهم أحمد الجعبري ومحمد صلاح أبو شمالة ومحمد الضيف ومحمد السنوار استشهد الأول في 2012 وأبو شمالة في حرب العام 2014 ولحق بهم الضيف بعدما “هندس” ونفذ طوفان الأقصى.
أما الأخير محمد السنوار تتباين المعلومات حول مصيره لكن تأكيدات لوسائل إعلام عربية باستشهاده في قصف إسرائيلي مؤخرًا في غزة.
في عصر الثلاثاء الماضي، نفذ طيران الاحتلال غارة قوية بالقرب من المستشفى الأوروبي في خان يونس ووفقًا للشهادات كانت تلك الغارة مختلفًة تمامًا عن الغارات التي لم تتوقف على القطاع في العامين الأخيرين هيئة البث الإسرائيلية قالت إنها تكرار للغارة التي ضربت الضاحية مستهدفة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله "هجوم على جميع المداخل والمخارج- استخدم القنابل القادرة على اختراق المخابئ- غارات ما بعد الهجوم الرئيسي بهدف منع المساعدة".
لم تُؤكد إسرائيل الاغتيال ولم تعلن كتائب الشهيد عز الدين القسام استشهاد قائدها الفعلي في الوقت الحالي، ومن المرجح أن تتعامل مع الأمر على منوال إعلان "شهادة محمد الضيف" بعد "استكمال الإجراءات اللازمة والتعامل مع كل المحاذير الأمنية التي تفرضها ظروف المعركة والميدان وإجراء التحقيق اللازم واتخاذ كافة التدابير".
مهندس "الظل في طوفان الأقصى" وبناء القدرات
كان محمد السنوار في الدائرة الضيقة من القادة التي خططت لعملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر مع شقيقه يحيى السنوار وعدد من أعضاء المجلس العسكري في كتائب القسام.
وبعد استشهاد شقيقه وغالبية القادة الكبار في مجلس القسام العسكري أشرف هو على عملية إعادة بناء القدرات العسكرية من خلال التأقلم مع الوضع الحالي للقطاع وتعويض الخسائر في القدرات البشرية بتجنيد مقاتلين جدد.

وضعت إسرائيل محمد السنوار على رأس قائمة الاغتيالات وظهر وزير دفاعها السابق في غرفة عمليات الحرب وهو يستعرض تلك القائمة وكان محمد إلى جانب شقيقه يحيى في تلك القائمة.
ولد محمد السنوار 16 سبتمبر 1975 بعد 10 سنوات على ولادة شقيقه الأكبر يحيى وانضم مع شقيقه إلى حماس في سنوات التأسيس الأولى وشارك في الانتفاضة الفلسطينية الأولى واعتقله الاحتلال لمدة 9 أشهر والسلطة الفلسطينية لثلاث سنوات بسبب نشاطه العسكري في الحركة قبل أن يتمكن من الهروب من سجون السلطة.
شارك محمد السنوار في تطوير قدرات القسام خلال تلك الفترة وحتى الانسحاب الإسرائيلي من غزة وكان العقل المدبر لعدد من العمليات النوعية التي استهدفت قوات الاحتلال في غزة ولم تنجح إسرائيل في اغتياله خلال تلك الفترة بل ساهمت في تعزيز مكانته بعد نجاحها في اغتيال قادة آخرين.
أكثر من استهدفتهم إسرائيل
وبحسب مسؤول أمني سابق مطلع، على استخبارات غزة خلال تلك السنوات تحدث لوسائل إعلام إسرائيلية أنه على الرغم من غياب التغطية الإعلامية، فقد تم تنفيذ عمليات مستهدفة أكثر ضد محمد السنوار مقارنة بأي شخصية كبيرة أخرى في حماس.

وعندما جاء موعد الانسحاب الإسرائيلي من غزة كان محمد السنوار قد وصل إلى قيادة لواء لواء خان يونس ناجيًا من 3 محاولات بالاغتيال الأولى قنصًا من برج عسكري باتجاه منزله ومحاولة لرصده ثم اغتياله وفشلت أيضًا وغارة لم تؤد إلى مقلته وبعد 2005 استهدفته إسرائيل بأكثر من محاولة أخرى إحداها في 2006.
صفقة وفاء الأحرار والإفراج عن شقيقه
يُعرف محمد السنوار باعتباره العقل الرئيسي لعملية احتفاظ الجندي جلعاد شاليط والمفاوضة على إطلاق سراح في صفقة وفاء الأحرار التي كان من بين المفرج عنهم فيها شقيقه يحيى السنوار.
وصفه مسؤول عسكري إسرائيلي سبق عمل في قطاع غزة بأنه أكثر أهمية من شقيقه يحيى حتى قبل نجاح إسرائيل في اغتيال الأخير.