من الكويت إلى السيسي: أقسم بالله إنك رجل
"أقسم بالله وتالله إنك رجل.. بغض النظر عن أي اعتبار، والله إنك رجل.. اختصرت كل المعاني، واختصرت كل الكلام اللي في قلب كل عربي شريف".
بهذه الكلمات التي خرجت من القلب ووصلت إلى ملايين العرب، عبّر المحامي الكويتي سعود الشحومي عن صدى خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة العربية رقم 34 في بغداد.
هذه الكلمات لم تكن مجرد انفعال لحظي، إنما كانت شهادة صادقة من رجل قانون كويتي، تحدّث باسم شعب، بل باسم أمة، رأت في كلمة الرئيس السيسي أكثر من موقف سياسي، فقد رأت فيها وقفة عز، وصوت حق، ورجولة في زمن بات فيه الصمت أكثر شيوعًا من المواقف.
عندما ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمته بالقمة العربية في بغداد، لم يتحدث كزعيم لدولة بحجم مصر فقط، بل تحدث بلسان كل من ضاقت به كلمات "التنديد" و"القلق"، وصرخ من أعماقه مطالبًا بوقفة شرف مع غزة وفلسطين.
الرئيس السيسي في خطابه، لم يناور، ولم يستخدم لغة رمادية، إنما قالها صريحة، لا تحتاج إلى تفسير:
"حتى لو نجحت إسرائيل في إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل في الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية".
حين يقول كويتي للرئيس السيسي: "أنت رجل"، فإنه لا يمدح فقط، بل يؤكد أن هذا النوع من الخطابات هو ما نحتاجه الآن، خطاب لا يطلب التصفيق، بل يعيد تشكيل الوعي، لا يخشى من تسمية الجاني، ولا يساوي بين الجلاد والضحية.
الخطاب الذي ألقاه الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليس مجرد وثيقة سياسية، بل هو إعلان أخلاقي وإنساني يعكس وجدان الشعوب قبل مصالح الحكومات.
لذلك لم يكن غريبًا أن تلقى كلمة الرئيس السيسي، تأييدًا واسعًا في الشارع العربي، خصوصًا بعد أن عجزت قوى كبرى عن وقف المجازر، بل شاركت بالصمت أو التواطؤ.
عندما يقول رجل من الكويت لرئيس مصر: "أقسم بالله إنك رجل" فهو لا يبالغ، إنما يُلخّص كل مشاعر الفخر، وكل الدعوات التي ترددت في البيوت العربية بعد خطابه بقمة بغداد.
لقد كان موقف الرئيس السيسي في هذه اللحظة، مصريًا في شكله، لكنه عربيٌ في جوهره وصداه، وكان ليس رئيسًا لمصر فقط، بل صوت العرب في زمن بات فيه الصمت هو السيد.


