الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

قمة في العراق وأنقذتها مصر

الإثنين 19/مايو/2025 - 01:36 ص

في توقيت لا يحتمل التراخي، جاء انعقاد قمة بغداد الأخيرة وكأنها محاولة عربية للتماسك قبل الانهيار، وللتلاقي قبل أن تضيع البوصلة تمامًا. 

لكن كما جرت العادة، حين تأتي اللحظة الفاصلة ويُنتظر من العرب أن يصطفوا، يغيب كثيرون، ويخيب الظن مرة أخرى بكل أسف.

كان من المفترض أن تكون هذه القمة رسالة واضحة للعالم أن العرب، رغم كل شيء، يعرفون كيف يصنعون الإجماع وقت الجد، وأن الكلمة الموحدة لا تزال ممكنة.

 لكن الحضور الباهت لبعض القادة، وغياب آخرين دون مبررات مقنعة، عرى الواقع العربي، وكشف أن الانقسام لا يزال أقوى من الدعوات للوحدة.

في هذا المشهد المربك، برزت مصر وحدها كأمة.

 حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي لم يكن مجاملة دبلوماسية، بل موقف محسوب وتاريخي، أعاد ترتيب أوراق القمة، ورفع سقف توقعاتها من مجرد لقاء سياسي إلى موقف قومي عربي.

السيسي في خطابه تحدث بلسان كل عربي يشعر بمرارة ما يحدث في غزة، وأعاد وضع القضية الفلسطينية في قلب المشهد، مؤكدًا أن لا استقرار ولا سلام حقيقي حتى لو تم التطبيع الكامل مع العرب إلا بقيام الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو 67، وعاصمتها القدس الشرقية.

لكن الأهم، أنه تحدث عن المصلحة العامة للأمة، وعن ضرورة تجاوز الحسابات الضيقة،  لأن "المرحلة لا تحتمل فرقة وتباعد، ولا تقبل بأنصاف المواقف"، على حد تعبيره القريب من القلب، والذي كرره في أكثر من مناسبة.

ورغم الغياب العربي الذي لا يمكن تبريره، مصر لم تنتظر أحدًا، بل ذهبت وحملت القمة على كتفها، وأوصلت الرسالة. إنها مصر التي تعرف جيدًا معنى الدولة، ومعنى الأمة، ذهبت لتقول إن القيادة لا تعني الصوت العالي، بل الموقف الواضح وقت الغموض.

نعم، أنقذت مصر القمة. بالحضور، بالكلمة، بالموقف، وأعطتها المعنى الذي كاد أن يغيب.
ولأن التاريخ لا يرحم المتقاعسين، سيسجل أن قمة العرب في بغداد 2025 كانت على وشك أن تصبح قمةً للنسيان لولا مصر وقيادتها الحكيمة التي تعي جيدا مآلات الأمور  ودلالات المشهد.

تابع مواقعنا