وثائق بريطانية تكشف: مبارك حذّر من انفجار إقليمي بسبب هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل
كشفت وثائق بريطانية رفعت عنها السرية مؤخرًا أن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك عبّر خلال زيارته إلى لندن في مايو 1990 عن قلق بالغ من موجات الهجرة الجماعية لليهود من الاتحاد السوفيتي المنهار إلى إسرائيل، محذّرًا من أنها قد تؤدي إلى تفجّر الوضع في الشرق الأوسط، وتهديد مصالح اليهود في مناطق عدة من العالم.
وثائق بريطانية تكشف: مبارك حذّر من انفجار إقليمي بسبب هجرة اليهود الروس إلى إسرائيل
الوثائق نشرتها صحيفة إندبندنت في نسختها العربية اليوم، موضحة أن مبارك وفي زيارة دامت من 16 إلى 18 مايو 1990 إلى لندن التقى مع رئيسة الوزراء البريطانية آنذاك مارجريت تاتشر التي استضافته في مأدبة رسمية، فيما أجرى مسؤولون بريطانيون لقاءات مكثفة مع أعضاء الوفد المصري، أبرزهم وزير الخارجية عصمت عبد المجيد، ونائب رئيس الوزراء كمال الجنزوري، ووزير الدولة بطرس غالي.
وتشير الوثائق إلى أن الزيارة ساهمت في تبديد فتور كان يخيم على العلاقات الثنائية، وعزّزت التنسيق السياسي بين الجانبين في ملفات إقليمية حساسة.
في أحد اللقاءات الرسمية، تطرق مبارك إلى ملف الهجرة السوفيتية إلى إسرائيل، مؤكدًا أن مصر لا تتدخل في الشؤون الداخلية لموسكو، لكنه شدد على ضرورة وجود ضمانات بألا يُعاد توطين هؤلاء المهاجرين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشارت الوثائق التي عرضها الصحفي حامد الكناني إلى أن الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف أبدى تفهمًا للمخاوف العربية، لكنه لم يقدّم التزامات واضحة، أما مبارك فكان حاسمًا في تحذيره من أن تدفق هؤلاء المهاجرين سيؤدي إلى تفجير الوضع، ليس فقط في الأراضي المحتلة، بل ربما في مناطق أخرى تضم جاليات يهودية، مستشهدًا بتصريحات أرييل شارون التي اقترحت توطين الفلسطينيين في الأردن كحل نهائي للصراع.
