البلد كلها بتودعه.. تشييع جثمان الدكتور ياسر البرجيني طبيب الغلابة بالمنيا لمثواه الأخير
شيّعت جموع غفيرة من المواطنين، اليوم، جثمان الدكتور ياسر عبد العزيز البرجيني، أستاذ واستشاري الجراحة العامة بمستشفيات قصر العيني، والمعروف بلقب "طبيب الغلابة" بمحافظة المنيا، في جنازة مهيبة بمسقط رأسه بقرية البرجاية، وسط حالة من الحزن التي عمّت مواقع التواصل الاجتماعي ومحيط أسرته ومحبيه.
وتوفي الدكتور البرجيني داخل عيادته الخاصة أثناء أداء واجبه الإنساني، حيث سقط مغشيًا عليه بينما كان يوقّع الكشف على أحد المرضى، في مشهد مؤثر وصفه أهالي قريته بـ"الوفاة على الكرسي الشريف"، مؤكدين أن الطبيب الراحل أفنى عمره في خدمة المحتاجين والمرضى غير القادرين، وكان لا يتقاضى أكثر من 50 جنيهًا مقابل الكشف الطبي.
قال العمدة عثمان، ابن خالته وعمدة قرية البرجاية، في تصريحات خاصة للقاهرة 24 إن الدكتور ياسر كان نموذجًا للطبيب الإنسان، لم يتأخر يومًا عن أهالي قريته أو مرضاه في القاهرة، حيث كانت عيادته تستقبل المرضى من جميع الطبقات، وكان يتعامل مع الجميع بتواضع وبشاشة.
وأضاف العمدة: "كانت جنازته كأنها جنازة شهيد.. النعش طاير بيه، والكل بيدعي له، صلينا عليه مرتين.. مرة في المنيل بالقاهرة، ومرة هنا في البرجاية، والناس كلها شاركت من كل القرى والمراكز والمحافظات ".
ونعت نقابة الأطباء وزملاء الدكتور البرجيني رحيله بكلمات مؤثرة، وأشادوا بتفانيه في عمله وأخلاقه الرفيعة، معتبرين أن وفاته تمثل خسارة فادحة للمجتمع الطبي والإنساني.
وبرحيل "طبيب الغلابة"، يفقد أهالي المنيا والقاهرة طبيبًا نادرًا، عاش للغلابة ومات بينهم، تاركًا خلفه سيرة طيبة وأثرًا لا يُنسى في قلوب كل من عرفه أو مر بعلاجه.


