هل تطيل الرياضة العمر فعلًا؟.. دراسة جديدة تكشف مفاجآت غير متوقعة
لطالما ارتبطت الرياضة في أذهاننا بالصحة الجيدة وطول العمر، إذ يعتقد كثيرون أن النشاط البدني المنتظم يُسهم في إطالة الحياة، لكن دراسة جديدة، أجراها باحثون فنلنديون كشفت نتائج مفاجئة، قد تغير الطريقة التي ننظر بها إلى العلاقة بين الرياضة ومتوسط العمر المتوقع، وذلك وفقًا لما نشر في الماركا.
الرياضة وإطالة العمر
الدراسة اعتمدت على تحليل بيانات نحو 22 ألف توأم فنلندي وُلدوا بين عامي 1958 و1959، بهدف الوصول إلى نتائج دقيقة من خلال مقارنة أشخاص لديهم نفس الخلفية الوراثية والبيئية تقريبًا، وجرى تقسيم المشاركين إلى 4 فئات بناءً على مستوى نشاطهم البدني، غير نشطين، نشطين باعتدال، نشيطين، نشيطين جدًا
وأظهرت النتائج الأولية أن الأشخاص الأكثر نشاطًا بدنيًا عاشوا حياة أطول على المدى القصير، لكن مع تتبّعهم على المدى البعيد، لم تُسجّل الدراسة فروقًا جوهرية في متوسط العمر المتوقع بين الفئات المختلفة.
والمثير للدهشة، أن الأشخاص غير النشطين والنشيطين جدًا أظهروا علامات شيخوخة مبكرة، وفي المقابل، كانت الفئة التي مارست الرياضة باعتدال وعلى نحو منتظم هي الأفضل من حيث الصحة العامة وطول العمر.
ووفقًا للدراسة، فإن من انتقلوا من نمط حياة خامل إلى نشاط معتدل شهدوا انخفاضًا في معدل الوفيات بنسبة 7%، ما يدل على أهمية التوازن في النشاط البدني.
ورغم، أن الدراسة لم تؤكد بشكل قاطع أن ممارسة الرياضة تُطيل العمر، فإنها شددت على أن الرياضة تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة، وتعزيز القوة البدنية، والحفاظ على صحة القلب، وتقليل مخاطر السمنة والأمراض المزمنة، إلى جانب دورها الإيجابي في تحسين الحالة النفسية.
عوامل أخرى تؤثر في العمر المتوقع
وأكد الباحثون أن طول العمر لا يتوقف على ممارسة الرياضة فقط، بل يتأثر بعوامل أخرى كثيرة، فالعوامل الوراثية مثلًا تساهم بنسبة 25% في تحديد العمر المتوقع، بينما تؤثر العوامل البيئية بنسبة 75%، وتشمل هذه الأخيرة نمط الحياة، مثل التدخين، والتغذية السيئة، ومستوى التوتر، والحوادث، والتعرض للأمراض أو العدوى.


