المرأة الحديدية من الأقصر.. قصة أم كرمتها حرم الرئيس وتحوّلت إلى رمز للأمل
في احتفالية “أسرتي.. قوتي” التي نظمتها رئاسة الجمهورية، كرّمت السيدة انتصار السيسي، قرينة الرئيس عبدالفتاح السيسي، واحدة من قصص الكفاح الملهمة التي سطّرتها أم من صعيد مصر من الأقصر، حين قالت: “سعدت اليوم بلقاء أبنائي من ذوي الهمم وأسرهم، تأكدت أن الأسرة هي سر القوة، وأن نجاحات أبنائنا أصحاب العزيمة تلهمنا جميعًا.”
هبة رمضان.. أم صمّمت على أن تصنع من التحدي بطولة
ومن بين هؤلاء، لفتت الأنظار هبة رمضان عبد الرسول، ابنة محافظة الأقصر، التي تلقبها المحافظة بـ”المرأة الحديدية”، نظير كفاحها المستمر في تربية ثلاث بنات بعد وفاة زوجها بمرض السرطان، بينهن ابنتان وُلدتا من الصم وضعاف السمع.
رحلة من الألم إلى الأمل ابنتاها من ذوي الهمم.. وأطلقن مبادرات حصدت المركز الأول على الجمهورية
تقول هبة رمضان إن رحاب ودعاء، وُلدتا توأمًا ضعيفتي البنية، ثم ظهرت عليهما مشكلات بالنظر والسمع بعد شهور من ولادتهما، ومع غياب التخصصات الطبية في الأقصر، تنقلت بهما بين مستشفيات القاهرة وسوهاج بحثًا عن علاج.
ورغم قسوة الرحلة، لم تستسلم الأم، بل قررت خوض المعركة كاملة، فرافقت ابنتيها في دراستهما بمدرسة الزناقطة، وبدأت في تعلُّم التخاطب لتدعمهم شخصيًا، وتوفّر نفقات الكورسات.

اندماج في المجتمع.. لا عزلة
اختارت هبة أن يكون الحل في المواجهة، لا الانعزال. انخرطت في العمل التطوعي بقصور الثقافة ومراكز الشباب، وشاركت في أنشطة فنية واجتماعية، لتدعم دمج ابنتيها في المجتمع، وتمنحهما الثقة في النفس.
نتيجة لذلك، شاركت رحاب ودعاء في عروض فنية أمام رئيس الوزراء وعدد من الوزراء بالأقصر، ضمن فرق فنية لذوي الهمم، ولاقت تجربتهما إشادة واسعة.
“نفهم بعض”.. مبادرة من القلب
من قلب التجربة، أطلقت الشقيقتان مبادرة “نفهم بعض”، لدعم الصم وضعاف السمع، وتوعية المجتمع بطرق التواصل معهم. المبادرة حصدت المركز الأول على مستوى الجمهورية، وكانت بمثابة منصة حقيقية لتجسيد الاندماج الاجتماعي.
واليوم، تحلم الشقيقتان بمشروع وطني جديد يروّج للسياحة المصرية لذوي الهمم، من خلال تصوير فيديوهات بلغة الإشارة داخل المعابد والمقابر الفرعونية، وترجمتها لدعم فئة الصم وضعاف السمع محليًا وعالميًا.
مشروع جديد لدعم السياحة بلغة الإشارة بانتظار دعم رسمي
تأمل الأسرة الآن في دعم وزارة السياحة والآثار لتحقيق هذا المشروع، الذي لا يخدم فقط أبناءها، بل يمثل نموذجًا رائدًا لدمج ذوي الهمم في أحد أهم قطاعات الدولة: السياحة.
إنها قصة امرأة لم تتوقف عند الألم، بل تجاوزته لتكتب سطورًا مضيئة في سجل الأمهات البطلات.. من قلب الأقصر، خرجت “المرأة الحديدية” لتثبت أن الإرادة تصنع المعجزات.


