عضو سابق بجهاز الخدمة السرية الأمريكي لـ القاهرة 24: حادثة السفارة الإسرائيلية بواشنطن جرس إنذار.. ولن تدفع نحو وقف حرب غزة
توتر غير مسبوق تشهده المنطقة مع تصاعد التنديد الدولي بالحرب الإسرائيلية على غزة مع بدء عملية مركبات جدعون، وسط هجوم حاد من حكومة نتنياهو على الإدانة الغربية لجرائم الحرب بحق الفلسطينيين، وفي خضم ذلك، هزّت العاصمة الأمريكية واشنطن حادثة إطلاق نار أودى بحياة موظفين في السفارة الإسرائيلية، الحادثة التي وصفها البعض بأنها غير مسبوقة على الأراضي الأمريكية، حيث أثارت مخاوف وتساؤلات كثيرة حول الدوافع، والجهات المحتملة التي قد تقف خلفها، وتداعياتها على الأمن القومي الأمريكي والعلاقات الدولية.
وفي هذا السياق، أجرى القاهرة 24 حوارًا خاصًا مع باري دوناديو العضو السابق في جهاز الخدمة السرية الأمريكي، الذي خدم في إدارتي بوش وأوباما، كشف فيه رؤيته حول تفاصيل الحادثة، وقدم تحليلًا لافتًا حول تأمين الرهائن الإسرائيليين في غزة، وغيرها من القضايا الشائكة.
كيف تنظرون إلى حادثة إطلاق النار الأخيرة في واشنطن؟
صُدم الأمريكيون بخبر مقتل شخصين يعملان في السفارة الإسرائيلية في واشنطن العاصمة، إذ لم يسبق للعاصمة الأمريكية أن شهدت حدثًا من هذا النوع، فهو إنذار أمني خطير، حيث ساد الغضب والخوف بين الناس، وشعر البعض بعدم الأمان.
برأيك.. هل هناك علاقة بين الحادث والمواقف الأوروبية الحالية تجاه إسرائيل؟
لا أعتقد ذلك وفي نفس اللحظة يبدو أن المسلح تصرّف بمفرده، وربما تم التلاعب به من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو تأثر بخطابات معادية للسامية، لكن لا أرى صلة مباشرة بالإجراءات الأوروبية الأخيرة ضد تل أبيب.
ما التدابير التي سيتم اتخاذها لمنع تكرار الحادث بالولايات المتحدة؟
من المنطقي أن يتم تعزيز الأمن في جميع السفارات والقنصليات الإسرائيلية داخل الولايات المتحدة وخارجها، ومكتب التحقيقات الفيدرالي سيحقق بجدية لمعرفة ما إذا كان المسلح قد تصرّف بمفرده أو ضمن مؤامرة أوسع، وسترفع وكالات إنفاذ القانون وأجهزة الاستخبارات الأمريكية من درجة اليقظة الأمنية، لا سيما حول المعابد اليهودية، المدارس، المتاحف، والفعاليات الدينية اليهودية.
هل يمكن أن تدفع هذه الحادثة حكومة نتنياهو إلى وقف الحرب؟
أشك في ذلك، على العكس قد تعزز هذه الحادثة موقف إسرائيل، وتمنحها مزيدًا من الدعم والمبررات لمواصلة حملتها ضد الفصائل الفلسطينية في غزة، وتجعلها تكثف جهودها للقضاء على الجماعات المعادية للسامية في المنطقة.
باعتبارك عضوًا سابقًا في الخدمة السرية.. كيف تقيّم تعامل حماس مع تأمين الأسرى الإسرائيليين؟
راقبتُ إطلاق سراح بعض الرهائن عن كثب، وكان من المثير للانتباه أن المسلحين الذين نفّذوا العملية لا يبدو أنهم ينتمون لحماس، ارتدوا زيّها، لكنهم بدوا وكأنهم جنود محترفون، كانوا يحملون أسلحة غير مألوفة لحماس، بعضها يُحتمل أنه مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد، كما أن بزاتهم العسكرية كانت جديدة تمامًا، دون أي أثر لاستخدام ميداني، ما يثير علامات استفهام حول الجهة التي تقف خلف هذه العمليات.
كيف تعلق على واقعة سرقة حقيبة وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي رغم وجود عناصر من الخدمة السرية؟
يسألني الناس كثيرًا عن هذا الموقف، صحيح أنه أمر محرج، لكن مهمة فريق الحماية هي حماية الوزيرة نفسها، لا ممتلكاتها الشخصية، بطبيعة الحال، لو لاحظوا عملية السرقة، لتدخلوا فورًا، ما زالت هناك أسئلة لم تُجب بعد، مثل ما إذا كانت الحقيبة قد تُركت دون مراقبة خلال زيارة المطعم، ما سهّل سرقتها.


