"ذهبا فداءً للطفولة".. تفاصيل مصرع شابين غرقًا أثناء إنقاذ طفل في ترعة بسوهاج
لم يترددا ولم يحسبا خطواتهما ولم يفكرا في حياتهما، بل فقط قفزا لإنقاذ "مالك" ذي السنوات الخمس، حين شاهداه يصارع الموت في مياه ترعة السوهاجية، بدائرة مركز جهينة شمال محافظة سوهاج.
وغالبًا ما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فلم يكن قلب الشجاعة الذي حملهما إلى القفز في الماء، ليعيدهما إلى الحياة مرة أخرى، وكانا شهيدين للشهامة والمروءة، والتضحية من أجل الآخرين.
بداية الواقعة
بداية الواقعة مشهد مأساوي بطولي، عندما كان محمد عاطف، البالغ من العمر 26 عامًا، الحاصل على ليسانس تربية، برفقة محمد حسين، 18 عامًا، عامل، يسيران بجوار ترعة السوهاجية، فسمعا صرخات تشير إلى غرق طفل، ورؤيتهما له يصارع الموت وسط المياه الغزيرة، فقفزا سويا في محاولة لإنقاذه، نجا الصغير، ولقى الشابان مصرعهما بعدما جرفهما التيار، وتمكن الأهالي من انتشال الطفل وإنقاذه، ولم يتمكنوا من انقاذهما.
وتلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية ومدير أمن سوهاج، إخطارًا من اللواء محمود طه، مدير المباحث الجنائية، بالواقعة، وسرعان ما انتقلت قوات الشرطة والإنقاذ النهري إلى مكان البلاغ، وتمكنت القوات من انتشال جثتي الشابين، ونقلهما إلى مشرحة مستشفى جهينة المركزي.
وبحسب أقوال شهود العيان وأقارب المتوفيين، فإن الطفل "مالك أ. م. أ"، نجل شقيقة شاهد الواقعة المدعو "محمود ح م م " 45 عاما- عامل، سقط في الترعة فجأة، وكان على وشك الغرق، ما دفع الشابين للتدخل السريع دون تردد، الطفل نجا بأعجوبة، بينما لقي الشابان حتفهما في مشهد أحزن كل من شاهده.
وأكد كل من والد الضحية الأولى والبالغ من العمر 60 عاما، وعم الثاني المدعو محمد ع ع - 57 عاما، عامل، في أقوالهما، عدم وجود شبهة جنائية في الحادث، وأكد تقرير مفتش الصحة أن سبب الوفاة هو إسفكسيا الغرق، دون وجود إصابات ظاهرية على الجثتين.
يذكر أن الحادثة أثارت موجة من الحزن الشديد على مواقع التواصل الاجتماعي، وتداول أهالي مركز جهينة صور الشابين، مرفقة بكلمات عن الشجاعة والتضحية النادرة، وتم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت الجهات المختصة لمباشرة التحقيقات، وتم التصريح بالدفن.


