“النابت من إيده دواء”.. عم سيد بائع الفول الذي تحدى الإعاقة وأصبح رمزًا للكفاح في الأقصر
على ناصية أحد شوارع مدينة الأقصر، يقف الحاج سيد عثمان، صاحب الـ74 عامًا، متكئًا على “تروسيكل” صغير يحمل قدرًا ضخمًا من الفول النابت، تفوح منه رائحة شهية تجذب الزبائن من كل صوب وحدب. حوله يصطف الأهالي من مختلف الأعمار، طلبًا لطبق “النابت” الشهير الذي يقدمه بطريقته الخاصة، ومعه قطعة من “القرقوش” البلدي، في مشهد يومي يعكس دفء الشارع الأقصري.
عم سيد.. 35 سنة من صنع الفول بحب وشرف
يقول عم سيد لـ”القاهرة 24”:“أنا عندي 74 سنة، واشتغلت في المهنة دي من 35 سنة، يعني من أقدم الناس اللي بيعملوا الفول في الأقصر.”


حادث قطار غيّر حياته.. لكنه لم يكسر إرادتة
لم تمنعه الإعاقة التي تعرض لها بعد حادث قطار أدى إلى فقدان إحدى قدميه من مواصلة العمل. بل رفض الجلوس في المنزل وقرر أن يواجه الحياة بكفاح وشرف، رافضًا الاتكال أو انتظار المساعدة قائلا: “رغم إني فقدت رجلي، لكن ما حبيتش أقعد في البيت. خرجت اشتغل وأكافح علشان أكل عيشي بالحلال”، يضيف عم سيد.


“السر في الطعم والنية”.. وصفة النابت من يد عم سيد
يشتهر عم سيد بطريقة مميزة في إعداد الفول النابت، تعتمد على الفول البلدي المطهي بعناية، ممزوجًا بتوابل خاصة وعيش بلدي محمص، ما يمنح الطبق نكهة فريدة أصبحت محط أنظار الزبائن من داخل الأقصر وخارجها.


من كل حتة في الأقصر.. الزبائن يقصدون تروسيكل الفول
وأشار عم سيد: “الناس بتيجي لي من كل مكان علشان الفول اللي بعمله. ده رزق من ربنا، والسر في الطعم وفي ضميري اللي بحطّه في الشغل”، يقولها وهو يبتسم للزبائن.


رسالة عم سيد للشباب: “الكسل عدو الرزق”
ويختتم حديثه برسالة للشباب:“أنا راجل كبير وبقدم واحدة، ومع ذلك ما استسلمتش. نفسي الشباب ما يتكاسلوش، ويتعبوا ويدوروا على لقمة العيش بالحلال. الشغل عمره ما كان عيب.”


