بدعة أم سُنة نبوية؟.. حكم تهنئة الحاج بأداء الفريضة وصيغ مستحبة
يتساءل البعض عن حكم تهنئة الحاج بسفره للحج أو عودته منه، فقد يرى فريق أن التهنئة مغالاة ولا أصل لها وأن الحج عبادة وفريضة لا تهنئة فيها، وآخرون يؤمنون بأن الحج رحلة إيمانية يتمناها الجميع وتستحق التهنئة، وما بين هؤلاء وهؤلاء فريق ثالث لا يعلم من الرأي الصحيح. ونظرًا لبدء موسم الحج 2025، من المهم التعرف على حكم تهنئة الحاج وكيف تكون وهل هي من السنة أم بدعة، وما الصيغ المستحبة فيها؟. وعبر القاهرة 24 نعرض ما جاء حول حكم تهنئة الحاج ونماذج جميلة للتهنئة.
حكم تهنئة الحاج
حول حكم تهنئة الحاج، أكد الشيخ أحمد وسام أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون"، ونحن نعرف من هدي سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام أن من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه. وكما أن يوم الميلاد يستحق أن يُحتفى به، فكان من المناسب أيضا بعد أن يرجع الحاج من حجه وقد غفر الله له ذنبه كيوم ولدته أمه أن يحتفل بهذه المناسبة.

وأضاف: عندما نقرأ في كتب التاريخ نجد أن أهل المدينة وأهل القرية التي منها الحاج يخرجون لاستقباله، ليس الأمر مجرد فرح بمجيئه فحسب، بل هم يستعدون لقدوم الحاج من أداء فريضة الحج أو مناسك الحج حتى لو كان ذاهبا لأداء حج نافلة، فنجد أنهم يخرجون لاستقبال هذا الحاج ويهنئونه بأنه قد رجع سالما بعد أداء فريضة الحج.
وشدد على أن حكم تهنئة الحاج أصل أصيل مستقى من هدي وسنة العرب أن يستقبلوا القادم من السفر، فجاء الإسلام وأقر هذه السنة ومضى عليها، فسيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لما جاء مهاجرا من مكة إلى المدينة خرج أهل المدينة في استقباله، وهكذا الحاج، وكان عبد الله بن المبارك إذا خرج إلى الحج فرجع استقبله أهل قريته يرحبون به ويهنئونه على عودته من هذا الحج سالما.
وبين أن حكم تهنئة الحاج بعد عودته من الحج ليس مجرد جواز، بل هو في مقام الندب والسنة، إذ أنهليس فقط مباح أن نستقبله ونفرح به، بل يُسن أن نفرح به ونستقبله كما هو هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وشرح أمين الفتوى أنه من سنة الاستقبال أن أقوم إليه، فأقف وأسلم عليه وأعانقه، فقد كان هذا يحصل أيام سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام، مستشهدا بأن سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام نفسه لما قدم سيدنا زيد بن حارثة من سفر فعلم بمقدمه النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقام إليه وعانقه وقبله.
وتابع: يُسن أن ندعو للحاج دعوة بسيطة فنقول له “الحمد لله على السلامة، الحمد لله الذي سلمك، الحمد لله الذي جمع بك الشمل”، موضحًا بقوله “عندما آخذ أطفالي ونذهب نستقبله في المطار فهذا سنة، ليس مجرد شيء نعمله هكذا، بل أخذنا سنة سيدنا النبي وطبقناها وعملناها برنامج عمل حقيقي. هذا ليس مجرد مجاملة ولا مجرد اهتمام، حتى الاستلام سنة نبوية ماضية أن نعمل هكذا”.
ماذا يقال لتهنئة الحج؟
وحول ماذا يقال لتهنئة الحج؟، أكد الشيخ أحمد وسام أنه من السنة أن نخرج لاستقبال الحاج وأن نهنئه ونعانقه ونقبله ونقول له كما نقول نحن في مصر "الحمد لله على السلامة، نورت بلدك، نورت بيتك"، وهذا مثل “الحمد لله الذي جمع بك الشمل”، وندعو له بالقبول فنقول له "تقبل الله حجك، غفر الله ذنبك، أخلف الله عليك نفقتك".

وأوضح أن حكم تهنئة الحاج بكلام طيب وبالدعاء، ليس من بدع الزمن الحديث، بل الفقهاء نصوا عليه وأخذوه من الهدي النبوي الشريف. وفيما يلي نماذج طيبة توضح ماذا نقول لتهنئة الحج لكل العائدين منه:
- مبروك الحج، تقبل الله منك حجك وسعيك، وأجزل لك المثوبة والأجر، وجعلك من الحجاج المقبولين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
- اللهم ارزقك الثبات على دينك، وأعِدك إلى أهلك سالمًا غانمًا مأجورًا.
- حج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور بإذن الله.
- تقبل الله منك هذا النسك العظيم، وجعلك من عباده الصالحين، وكتب لك الأجر العظيم، وردك إلى أهلك بالخير والبركة والرضوان من الله العلي القدير.
- ألف مبروك الحج يا حاج بيت الله الحرام، تقبل الله منك الطاعة والعبادة، وجعل حجك مبرورًا وسعيك مشكورًا وذنبك مغفورًا.
- اللهم بارك في عمره وأهله وماله، واجعله من المتقين الأبرار.
- تهانينا القلبية بالحج المبرور، تقبل الله منك صالح الأعمال، وجعل خطاك في هذه الرحلة المباركة في ميزان حسناتك.
- اللهم اجعله حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وعملًا صالحًا متقبلًا غير مردود.
- مبارك عليك أداء فريضة الحج، تقبل الله منك ومن جميع الحجاج، وجعلكم من الوفد الكريم على الله.
- اللهم اغفر له ذنبه، وطهر قلبه، وأصلح عمله، واجعل الجنة مثواه.
- حج مقبول وسعي محمود بإذن الرحمن، تقبل الله منك هذا العمل الصالح، وجعلك ممن قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة".
- حج مبرور بإذن الله، تقبل الله منك وبارك الله فيك وفي أهلك وأعمالك.


