المئات يشيّعون جنازة الشيخة جنات مبارك أقدم محفظة قرآن كفيفة بالمنوفية
شيّع المئات من أهالي قرية تلوانة التابعة لمركز الباجور بمحافظة المنوفية، منذ قليل، جثمان الشيخة جنات زهدى مبارك، أقدم محفظة للقرآن الكريم كفيفة بالمحافظة، والتي وافتها المنية بعد رحلة طويلة من العطاء في خدمة كتاب الله، وسط حالة من الحزن العميق التي خيمت على القرية وكل من عرفها.
جنازة الشيخة جنات مبارك أقدم محفظة قرآن كفيفة بالمنوفية
وشارك في الجنازة أهالي القرية والقرى المجاورة، وعدد من طلابها ومحبيها، مرددين الدعاء لها بالرحمة والمغفرة، مؤكدين أنها كانت نموذجًا يُحتذى به في الإخلاص والتفاني في تعليم القرآن الكريم ونشر علومه، رغم فقدانها نعمة البصر منذ الصغر.
وفاة الشيخة جنات مبارك أقدم محفظة قرآن كفيفة بالمنوفية
وعُرفت الشيخة جنات بين أهالي تلوانة بأنها "أمّ القرآن"، حيث كرّست حياتها لتحفيظ آيات الله وتربية الأجيال على تعاليمه، ولم تتزوج، واختارت أن تهب حياتها لخدمة الدين، حتى أصبح كثير من تلاميذها من الأطباء والمعلمين والعلماء ممن تتلمذوا على يديها.
وقال عدد من المشيعين إن الراحلة كانت رمزًا للورع والزهد، وكانت مجالسها محط أنظار أهل القرية وملاذًا لطالبي العلم والسكينة، مشيرين إلى أن صوتها الشجي بتلاوة القرآن سيبقى محفورًا في ذاكرتهم، وأن أثرها سيظل باقيًا في كل بيت دخلته وكل قلب حفظ القرآن بتشجيعها وتوجيهها.

يُذكر أن الشيخة جنات مبارك كانت قد بدأت رحلتها في تحفيظ القرآن منذ عقود، واستطاعت رغم كفّ بصرها أن تنير الطريق لعشرات الأجيال، وأن تكون قدوة في الصبر والإيمان والخشوع، حتى صارت سيرتها العطرة جزءًا من ذاكرة أهل المنوفية.


