تكبيرات العشر من ذي الحجة بصوت جميل.. متى تبدأ وما فضلها؟
تعتبر تكبيرات العشر من ذي الحجة، من الأمور التي تهم ملايين المسلمين في الدول العربية والإسلامية، إذ يستحب تعمير أوقات العشر الأوائل من ذي الحجة بالتكبير والتحميد والتهليل، وذلك عملا بوصية النبي صلى الله عليه وسلم، والذي قال في حديثه الشريف "ما مِن أيَّامٍ أعظَمُ عِندَ اللهِ ولا أحَبُّ إليه مِن العَمَلِ فيهنَّ مِن هذه الأيَّامِ العَشرِ، فأكثِروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّكبيرِ والتَّحميدِ"، وفي هذا التقرير نوضح لكم متى يبدأ التكبير في العشر من ذي الحجة وما هو فضله، تزامنًا مع أول أيام ذي الحجة رسميًا.
تكبيرات العشر من ذي الحجة
تعد تكبيرات العشر من ذي الحجة، شكلًا من أشكال العبادة في هذه الأيام المباركة، والتي رغب النبي صلى الله عليه وسلم بالإكثار فيها من العمل الصالح، فقال في حديثه الشريف "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشرة. قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، كما أن العشر من ذي الحجة خصها الله تعالى بمزيد من الفضل فأقسم بها في كتابه الكريم "والفجر وليال عشر".
ولـ فضل العشر من ذي الحجة، كان السلف رحمهم الله يعظمونها ويجتهدون فيها أكثرَ من غيرها، حيث تجتمع فيها أمهات العبادة من صلاة وصيام وصدقة وحج، ولا يتأتى ذلك في غيرها، ولذلك وبالتزامن مع ثبوت رؤية هلال شهر ذي الحجة للعام الهجري 1446، وإعلان غرته لتكون اليوم الأربعاء الموافق 28 مايو 2025، لذلك نوضح لكم متى تبدأ تكبيرات العضر من ذي الحجة وما هو فضلها؟
ومن جانبه قال الشيخ محمد أبو بكر من أئمة وزارة الأوقاف المصرية، أن الله تعالى تحدث في كتابه الكريم عن أيام معلومات، وأيام معدودات، وما يعيشه المسلمون في تلك الأيام العشر، هي الأيام المعلومات، وأيام التشريق هي الأيام المعدودات، مؤكدا أن هناك نوعان من التكبير، الأول هو التكبير المطلق والذي يبدأ في أول يوم من شهر ذي الحجة، ويسن لجميع المسلمين في كل وقتا وحين دون تقييد.
وأضاف الشيخ أبو بكر خلال لقائه السابق في العام الماضي ببرنامج اسأل مع دعاء، المذاع عبر قناة النهار، أن الأيام العشر من ذي الحجة تبدأ بأول يوم من ذي الحجة وتنتهي بغروب شمس يوم عرفة، وهي خير أيام الدنيا، بل خير من أيام رمضان ومن ليلة القدر، فهي أفضل عشر على الإطلاق، وقال عنها أهل العلم، أن هذه العشر هي المشتركات بيننا وبين شريعة سيدنا موسى عليه السلام، فقال الله تعالى " وَوَاعَدْنَا مُوسَىٰ ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً" وعن هذه الآية قال أهل العلم إن المقصود بـ "أتممناها بعشر" أي العشر من ذي الحجة.
وأردف الشيخ أبو بكر، بأن العمل الصالح في العشر من ذي الحجة، له ثواب مضاعف وهو ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، كما تتضاعف العطيات من رب السماوات، وذلك لمن استطاع أن يغتنمها بالتكبير والتهليل، فما كبر مكبر قط إلا بُشر، مشيرًا إلى أن التكبير يدخل ضمن جملة الذكر الذي قاله عنه الله عز وجل في كتابه الكريم "ليذكروا الله في أيام معلومات"، والذكر إما أن يكون استغفارا أو صلاة على النبي أو تكبيرا أو تسبيحا أو تهليلا أو دعاء أو تلاوة للقرآن.
أنواع التكبير في العشر من ذي الحجة
يتجه المسلمون الآن إلى التكبير وذلك بعدما أعلنت المملكة العربية السعودية موعد بداية شهر ذي الحجة 1446-2025 رسميًا، كما اتضح للمسلمين موعد وقفة عرفات، وموعد أول أيام عيد الأضحى، وطوال الأيام العشر يستحب الإكثار من التكبير على نوعيه كالتالي:
- التكبير المطلق: يبدأ من فجر أول يوم من ذي الحجة ويستمر حتى غروب شمس ثالث أيام التشريق، ويقال في جميع الأوقات.
- التكبير المقيد: يبدأ من فجر يوم عرفة ويستمر حتى عصر اليوم الأخير من أيام التشريق، ويقال دبر الصلوات المكتوبة.
صيغة تكبيرات العشر من ذي الحجة
تقال تكبيرات العشر من ذي الحجة بأي صيغة يحبها المسلم، ومنها "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، أو بصيغة أخرى يضاف لها "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرة وأصيلًا"، كما يمكن استكمال صيغة التكبير بقول " الله أكبر، ولا نعبد إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله والله أكبر".
فضل التكبير في العشر من ذي الحجة
يدخل التكبير ضمن جملة ذكر الله، وقد ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه قال: ألا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم، وخير لكم من إعطاء الذهب والورق، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟ قالوا: وذلك ما هو يا رسول الله؟ قال: ذكر الله عز وجل.
وذكر البخاري في صحيحه تعليقا عن ابن عمر وأبي هريرة رضي الله عنهما: أنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر فيكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، وكان عمر بن الخطاب وابنه عبد الله رضي الله عنهما يكبران في أيام منى في المسجد وفي الخيمة ويرفعان أصواتهما بذلك حتى ترتج منى تكبيرا.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم التكبير في أدبار الصلوات الخمس من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من يوم الثالث عشر من ذي الحجة، وهذا في حق غير الحاج، أما الحاج فيشتغل في حال إحرامه بالتلبية حتى يرمي جمرة العقبة يوم النحر، وبعد ذلك يشتغل بالتكبير.
ووفقًا لجمهور أهل العلم، يجتمع التكبير المطلق والمقيد في خمسة أيام، وهي يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، وأما اليوم الثامن وما قبله من أول الشهر فالتكبير فيه مطلق لا مقيد.
