ريتال.. زهرة الصف الخامس التي سقطت أمام المدرسة بدمياط ولا تزال الصدمة تحاصر أسرتها
في قرية الشعراء الهادئة، بمحافظة دمياط، لم يكن أحد يتخيل أن الطفلة "ريتال" ذات العشرة أعوام، صاحبة الابتسامة الوديعة، ستتحول إلى عنوان مأساة غامضة تهز قلوب الأهالي ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر كلها.
زهرة الصف الخامس التي سقطت أمام المدرسة بدمياط ولا تزال الصدمة تحاصر أسرتها
ريتال، تلميذة بالصف الخامس الابتدائي، تعيش مع أسرتها الصغيرة المتواضعة. والدها عامل بسيط، يكافح من أجل لقمة العيش، يخرج صباحًا بحثًا عن عمل يومي يسد به رمق أسرته. أما ريتال، فكانت تستعد لاجتياز امتحانات نهاية العام، حلمها أن تُفرح والديها بنجاحها، وأن تكتب بداية جديدة لمستقبل مشرق.
لكن صباح أحد الأيام الأخيرة، تحول كل شيء إلى كابوس، حيث خرجت ريتال كعادتها من البيت في طريقها إلى المدرسة، حيث كان من المفترض أن تبدأ لجنتها الامتحانية في الثانية عشرة ظهرًا. وصلت أمام بوابة المدرسة، حيث التقت ببعض من صديقاتها، تبادلن الحديث كالمعتاد، ثم فجأة اختفت.
مرت الدقائق ثقيلة، تساؤلات من الزميلات، بحث هنا وهناك حتى جاء النبأ الصادم: "سقوط فتاة من أعلى عقار بمساكن الغزل المواجهة للمدرسة".
هرع الناس إلى المكان وفي الحقيبة المدرسية التي كانت ملقاة بالقرب من الجسد الملقى على الأرض، وجدوا كراسات تحمل اسم "ريتال"، قيل إن الحقيبة كانت تحتوي أيضًا على قطع من الطوب، ما أثار علامات استفهام كبرى.
وبين أقوال متضاربة، قالت إحدى زميلاتها إنها دخلت الحمام ثم خرجت وهي في حالة حزن. أخرى أكدت أنها لم تدخل اللجنة من الأساس. الجميع كان في حيرة، والأسئلة بلا أجوبة.
نُقلت ريتال إلى مستشفى دمياط التخصصي في حالة حرجة. التشخيص كان صادمًا: نزيف حاد في المخ، كسر في قاع الجمجمة، تهتك بالرئتين، وكسر في الأنف. فريق طبي متكامل تكفل بعلاجها، والحمد لله، بدأت حالتها تتحسن بشكل تدريجي، وبدأت تستجيب للحركة، لكنها لا تزال تحت تأثير الصدمة ولا تنطق بكلمة.
الطفلة الآن تخضع لرعاية طبية مكثفة، وتحت إشراف الجهات الأمنية، في انتظار أن تستعيد وعيها الكامل لتروي "ما حدث بالفعل"، ولتكتب بنفسها نهاية هذا الفصل المؤلم من حياتها.
ريتال الآن بحاجة إلى دعائنا جميعًا. تلك الزهرة الصغيرة، التي لم تتفتح بعد، تستحق فرصة جديدة للحياة، ولكشف الحقيقة، فالصمت الذي يلف القصة لا يمكن أن يستمر طويلًا، والشارع المصري كله في انتظار أن تتكلم ريتال.
وفي خلفية المشهد، تبكي أمها بحرقة، ويقف الأب مذهولًا، لا يطلب شيئًا سوى أن تقوم ابنته بالسلامة، وأن تقول: "أنا بخير يا بابا".


