الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

تقارير: السعودية حذرت إيران بشأن التفاوض مع ترامب تجنبًا لحرب مع إسرائيل

وزير الخارجية السعودي
سياسة
وزير الخارجية السعودي في طهران
الجمعة 30/مايو/2025 - 10:53 ص

نقلت وكالة رويترز عن مصادر خليجية وإيرانية مطلعة أن وزير الدفاع السعودي، الأمير خالد بن سلمان، نقل رسالة حازمة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز إلى المسؤولين الإيرانيين خلال زيارته لطهران الشهر الماضي، مفادها بأن على إيران أن تأخذ عرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن التفاوض على اتفاق نووي على محمل الجد، باعتباره فرصة لتجنّب خطر الحرب مع إسرائيل.

وأفادت المصادر بأن الملك سلمان، البالغ من العمر 89 عامًا، أرسل وزير الدفاع إلى طهران وسط تصاعد المخاوف من اضطرابات إقليمية إضافية، وقد نُقلت الرسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله الخامنئي خلال اجتماع مغلق عُقد في 17 أبريل بالقصر الرئاسي، بحضور الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس أركان القوات المسلحة محمد باقري، ووزير الخارجية عباس عراقجي.

ورغم أن وسائل الإعلام تناولت زيارة الأمير خالد بن سلمان، البالغ من العمر 37 عامًا، فإن مضمون الرسالة السعودية لم يُكشف عنه سابقًا، وحسب المصادر الأربعة، حذّر الوزير السعودي المسؤولين الإيرانيين من أن ترامب لا يملك الصبر لإجراء مفاوضات طويلة الأمد، وأن فريقه يريد التوصل إلى اتفاق سريع، محذرًا من أن نافذة الدبلوماسية قد تُغلق قريبًا.

وكان ترامب قد أعلن بشكل مفاجئ، قبل نحو أسبوع من زيارة الأمير السعودي، عن بدء محادثات مباشرة مع طهران بهدف كبح برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات، وذلك بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يأمل بالحصول على دعم أمريكي لتنفيذ ضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وخلال لقائه مع كبار المسؤولين الإيرانيين، شدد الأمير خالد على أن إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة سيكون أفضل من مواجهة هجوم إسرائيلي محتمل في حال فشل المحادثات، بحسب المصدرين الخليجيين، مضيفًا أن المنطقة التي تمزقها بالفعل النزاعات في غزة ولبنان، لن تحتمل تصعيدًا إضافيًا في التوترات.

وتُعد زيارة الأمير خالد، الشقيق الأصغر لولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أول زيارة لمسؤول كبير من العائلة المالكة السعودية إلى إيران منذ أكثر من عقدين، وكانت العلاقات متوترة بين الرياض وطهران، حتى أدّى تقارب رعته الصين في 2023 إلى تهدئة التوترات واستئناف العلاقات الدبلوماسية.

وتراجعت مكانة إيران الإقليمية خلال العامين الماضيين بفعل الضربات العسكرية الإسرائيلية التي طالت حلفاءها في غزة ولبنان، وسقوط حليفها الوثيق بشار الأسد في سوريا، كما ألقت العقوبات الغربية بثقلها على اقتصادها المعتمد على النفط.

ويرى مهند حاج علي، الخبير في الشأن الإيراني في مركز كارنيجي للشرق الأوسط ببيروت، أن تراجع قوة طهران أتاح للسعودية فرصة لممارسة نفوذ دبلوماسي لتفادي اشتعال المنطقة، قائلًا: إن الرياض تريد تجنّب الحرب لأن المواجهة مع إيران ستكون لها تبعات سلبية على طموحاتها الاقتصادية ورؤيتها المستقبلية.

وخلال الاجتماع، أكد الرئيس بزشكيان، وفقًا للمصادر الأربعة، رغبة إيران في التوصل إلى اتفاق لتخفيف الضغط الاقتصادي عبر رفع العقوبات الغربية، في حين أبدى المسؤولون الإيرانيون قلقهم من النهج غير المتوقع لإدارة ترامب في التفاوض، التي تتأرجح بين السماح بتخصيب محدود لليورانيوم والمطالبة بتفكيك كامل للبرنامج النووي الإيراني.

كما هدد ترامب باستخدام القوة العسكرية إذا فشلت الدبلوماسية في كبح الطموحات النووية للنظام الإيراني.

وأفاد أحد المصادر الإيرانية بأن بزشكيان شدد على حرص طهران على إبرام اتفاق، لكنه أكد أن إيران لن تتخلى عن برنامجها للتخصيب فقط لأن ترامب يريد اتفاقًا سريعًا.

وتجدر الإشارة إلى أن المحادثات الجارية بين واشنطن وطهران لحل النزاع النووي المستمر منذ عقود دخلت خمس جولات، ولا تزال تواجه عراقيل عدة، أبرزها قضية التخصيب.

ونقلت رويترز يوم الأربعاء، عن مصدرين إيرانيين مطلعين على المفاوضات أن طهران قد توافق على تعليق تخصيب اليورانيوم إذا أفرجت الولايات المتحدة عن الأموال الإيرانية المجمدة واعترفت بحق إيران في تخصيب اليورانيوم لأغراض مدنية، بموجب اتفاق سياسي يمكن أن يُمهّد لاتفاق نووي شامل، غير أن وكالة فارس الإيرانية نقلت عن متحدث باسم الخارجية نفيه لهذا التقرير.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت في بيان، إن الرئيس ترامب أوضح الأمر، قائلًا: أبرموا اتفاقًا أو واجهوا عواقب وخيمة، والعالم كله يأخذ تحذيره على محمل الجد، كما ينبغي له.

كما صرّح ترامب يوم الأربعاء بأنه حذّر نتنياهو في الأسبوع الماضي من اتخاذ أي خطوة قد تعرقل المفاوضات النووية مع إيران، مضيفًا أن الطرفين أصبحا قريبين جدًا من التوصل إلى حل الآن.

ولفتت رويترز إلى أنه خلال زيارة استمرت أربعة أيام لترامب إلى منطقة الخليج هذا الشهر، برزت السعودية بوصفها الدولة الأبرز في محور جديد من الدول السنية في الشرق الأوسط، في ظل تراجع تحالفات إيران، وقد توسط ولي العهد محمد بن سلمان خلال هذه الزيارة في مصالحة بين ترامب وسوريا بقيادتها الجديدة.
 

تابع مواقعنا