الإثنين 08 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

أوروبا في مواجهة إسرائيل.. واشنطن بوست: تزايد السخط الغربي وتهديد بالتصعيد ضد تل أبيب

نتنياهو
سياسة
نتنياهو
الجمعة 30/مايو/2025 - 04:50 م

في تطور يعكس تغيرًا لافتًا في الموقف الأوروبي تجاه الحرب في غزة، وجهت ألمانيا هذا الأسبوع انتقادًا نادرًا لإسرائيل، ما أبرز استعداد القارة المتزايد للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو بسبب الحصار والقصف المتواصل على القطاع، وهو ما بات يختبر صبر بعضا من أقرب حلفاء إسرائيل، حسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

الحرب على غزة 

وعقب ضربة إسرائيلية دامية استهدفت مدرسة تُستخدم كمأوى للنازحين في غزة، صرّح المستشار الألماني فريدريش ميرتس أن ما يُلحق بالمدنيين من أذى لم يعد مبررًا بذريعة محاربة حماس، في موقف يشكّل انحرافًا حادًا عن الدعم الألماني غير المشروط لإسرائيل منذ بدء الحرب، كما حذّر ميرتس إسرائيل من القيام بما قد يدفع بأقرب أصدقائها إلى التخلّي عنها في نهاية المطاف.

وتزامنت تصريحاته مع إعلان الاتحاد الأوروبي فتح مراجعة شاملة لعلاقاته التجارية مع إسرائيل، بعد مرور أكثر من عام ونصف على اندلاع الحرب، وقد قادت هولندا، وهي من أبرز حلفاء إسرائيل في أوروبا، هذه الخطوة داخل التكتل المكوّن من 27 دولة، وفي خطوة لافتة، وصفت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، المعروفة بمواقفها المؤيدة لإسرائيل، التوسّع العسكري الإسرائيلي في غزة بأنه أمر مروّع.

بينما تطالب بعض الدول الأوروبية بتعليق كامل للعلاقات التجارية، تسعى أخرى إلى النأي بنفسها عن المشاهد الدموية الخارجة من القطاع، إلا أن التحرك الجماعي الأوروبي لم يتعد حتى الآن حدود التوبيخ، إذ يرى مسؤولون أن اتخاذ إجراءات عقابية سيكون أكثر تعقيدًا وقد يفضي إلى انقسامات داخلية.

ورغم تنامي الاستياء من الحرب على جانبي الأطلسي، تتعارض التصريحات الأوروبية الأخيرة مع استمرار إدارة ترامب في الدفاع العلني عن إسرائيل، في مؤشر على اتساع الفجوة بين واشنطن والعواصم الأوروبية في ملفات الأمن والتجارة، ما يدفع الأوروبيين إلى اعتماد مسارات سياسية مستقلة في بعض الأحيان.

وأكد مسؤول أوروبي أنهم يطلعون نظراءهم الأمريكيين بانتظام على قراراتهم المرتبطة بإسرائيل، مضيفًا أن الطرفين لا يتفقان على نهج التعامل، وفي السياق نفسه، وصف متحدث باسم الخارجية الأمريكية انتقادات الحلفاء الغربيين بأنها استعراض سياسي، وأبدى خيبة أمله من قرار بريطانيا الأسبوع الماضي تعليق المفاوضات بشأن اتفاق تجاري جديد مع إسرائيل، وقد تحدث هذا المسؤول بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة الخلافات بين الحلفاء.

وكانت هناك محاولة أوروبية سابقة لإعادة النظر في العلاقات التجارية مع إسرائيل خلال مراحل سابقة من الحرب، إلا أنها فشلت، أما الجهود الراهنة، فتتمتع بدعم أغلبية الدول الأعضاء، وأوضح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، الذي قاد المبادرة السابقة إلى جانب دول أخرى، أن ما دفع بعض نظرائه إلى تغيير مواقفهم هو ارتفاع مستوى العنف وقناعتهم بأن إسرائيل تخوض حربًا لمجرد الحرب.

من جهتها، قالت ناتالي توتشي، مديرة معهد الشؤون الدولية في روما والمستشارة السابقة للسياسة الخارجية الأوروبية، إن الحملة العسكرية الإسرائيلية وما نجم عنها من حصار وتجويع وقتل باتت مفرطة لدرجة جعلت الزعماء الأوروبيين عاجزين عن الصمت أو الارتباط بها، ولفتت إلى أن خطة إعادة احتلال غزة وطرد سكانها باتت أكثر وضوحًا، ما يعني أن إسرائيل لم تعد تُخفي شيئًا، الأمر الذي يحرج حلفاءها.

وقال دبلوماسي أوروبي، رفض الكشف عن هويته لمناقشة مشاورات داخلية، إن حالة السخط تزايدت مع تراجع صبر المسؤولين الأوروبيين تجاه نتنياهو، وتحت ضغط الرأي العام، وكذلك بعد التطورات الأخيرة في الحرب، وأبرزها الحصار الإسرائيلي شبه الكامل على الغذاء والدواء منذ نحو ثلاثة أشهر.

وأضاف: نستمر في مشاهدة هذه الصور الرهيبة الخارجة من غزة، يبدو أننا بلغنا الحد الذي لا يمكن تحمّله، وهو ما يعكس شعورًا عامًا متزايدًا في أوروبا.

ورغم أن الاتحاد الأوروبي يُعد أكبر مانح دولي للمساعدات الإنسانية للفلسطينيين، حيث أنفق مئات الملايين من اليوروهات على دعم غزة، فإن إسرائيل لا تزال تعرقل دخول المساعدات منذ مارس، وسط تحذيرات من الهيئات الدولية من خطر المجاعة الشاملة في القطاع، ولم تنجح بعض شحنات المساعدات المحدودة في الأيام الأخيرة في تهدئة المخاوف المتصاعدة.

وأكد دبلوماسيون أوروبيون أنه لا توجد أي نية لدى التكتل لتوجيه مساعداته عبر هذا المسار، الذي شهد في بداياته حالة من الفوضى وإطلاق نار إسرائيلي أدى إلى إصابات جماعية، وسط مشاهد لفلسطينيين محاصرين ينتظرون الغذاء.

وبينما تُعد الولايات المتحدة أكبر داعم عسكري لإسرائيل، فإن الأوروبيين يمتلكون أوراق ضغط اقتصادية لم يُقدموا على استخدامها حتى الآن، إذ يُعد الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل، وتحتل ألمانيا المرتبة الثانية بين أكبر مورّدي الأسلحة لها.

واعترف ميرتس بأن بلاده أكثر تحفظًا في انتقاد إسرائيل مقارنة ببعض جيرانها الأوروبيين، وذلك لأسباب تاريخية، حيث شددت القيادات الألمانية منذ هجوم السابع من أكتوبر 2023 على أن أمن إسرائيل يمثل مبدأ من مبادئ الدولة الألمانية، انطلاقًا من المسؤولية التاريخية عن المحرقة النازية.

وفي هذا السياق، أكد وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول على دعم بلاده لإسرائيل، لكنه حذر من استغلال هذا الدعم، مؤكدًا أن ألمانيا لن تُجبر على التضامن، ولوّح ضمنيًا بإمكانية وقف صادرات الأسلحة بسبب الانتهاكات الحقوقية.

وأشار دبلوماسي أوروبي آخر إلى أن إسرائيل تشعر بالفعل بوطأة الضغوط الأوروبية، في ضوء حملاتها النشطة ضد مراجعة الاتحاد الأوروبي للاتفاق الثنائي، والذي يشمل التجارة والحوار السياسي، وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية قد نددت بالقرار الأوروبي واعتبرته دليلًا على جهل تام بتعقيدات الواقع.

ومن المنتظر أن تخلص المراجعة الأوروبية إلى تقييم مدى خرق إسرائيل لبنود الاتفاق بسبب انتهاكات محتملة للقانون الدولي الإنساني، وهو ما قد يدفع الزعماء الأوروبيين إلى اتخاذ إجراءات أكثر حدة.

وأوضح دبلوماسي أوروبي أن بعض الحكومات ترى في المراجعة إشارة سياسية موجهة لإسرائيل، لكنه أقر بأن عدم تغيّر سياسات حكومة نتنياهو سيؤدي إلى تصاعد الضغوط من الشعوب الأوروبية على قادتهم لاتخاذ خطوات ملموسة.

وبالرغم من تنامي رغبة الغرب في توجيه الانتقادات ورفع سقف التهديدات، لا تزال الدول الحليفة لإسرائيل تقدم لها الدعم العسكري والاقتصادي، في إطار تحالف ترى فيه وسيلة لحماية مصالحها في الشرق الأوسط.، وقد أظهر الأوروبيون في الأسبوع الماضي محدودية تحركهم، إذ لم تتعد مواقفهم الدعوة إلى تحقيق بعد إطلاق الجيش الإسرائيلي طلقات تحذيرية على وفد دبلوماسي زائر في الضفة الغربية.

 

تابع مواقعنا