زايد يُكرّم لا يُغرّم.. قاضي محكمة إماراتي يروي موقفا إنسانيا حدث منذ 5 سنوات
تذكر قاضي لمحكمة أم القيوين الابتدائية الاتحادية بـ الإمارات يُدعى المستشار حميد آل علي، موقفًا مرّ به منذ 5 سنوات، إذ أجرى محادثة مع أحد أفراد أسرة أفغانية كانت مخالفة لقوانين الإقامة في الدولة، ولكن انتهت الجلسة بـ سداد القاضي للمخالفة بدلًا من الأسرة.
قاضٍ إماراتي يروي موقفًا مؤثرًا قبل 5 سنوات
وروى المستشار آل حميد في تصريحات لإحدى القنوات العربية، قائلا: في إحدى جلسات المحكمة بدأ ذلك اليوم في الـ 8 صباحًا، وكان مقررا إقامة حفل تكريم احتفالًا بـ يوم زايد للعمل الإنساني، في 11 صباحًا، لكن إحدى القضايا لفتت انتباهي، وكانت لمقيم آسيوي خالف قوانين الإقامة بـ الإمارات هو وأفراد عائلته لمدة 5 سنوات.
وأردف: المخالف أصطحب معه طفلًا يرتدي جلبابًا إماراتيًا، ووقف منتظرًا استدعاءه إلى منصة القاضي، مضيفًا أن قيمة المخالفات المتراكمة عليه بلغت 60 ألف درهم، بسبب تأخره في تجديد الإقامة له ولزوجته وأبنائه الأربعة.
واستكمل القاضي: عندما دخل المخالف إلى قاعة المحكمة، سألته عن سبب مخالفته القانون؟ شرح لي أن أخاه أصيب بمرض السرطان، ولم يكن لديه من يعينه، ما جعله يكرس وقته للبقاء إلى جانبه في المستشفى، ولتقديم كل ما يحتاج إليه من الخدمات والرعاية، طوال فترة مرضه حتى وافته المنية، مؤكدا أنه لم يكن يعرف حينها وضعه القانوني.
وأضاف: إن حضور الطفل الصغير مرتديًا الزي الوطني الإماراتي استوقفني بشدة خلال الجلسة، فسألت الرجل عنه، وأجاب أنه نجله، وعندها التفت إلى الطفل وسألته عن اسمه، فأجاب بثقة: زايد، وفي تلك اللحظة أدركت أن القضية لم تعد مجرد ملف قانوني، بل تحولت إلى موقف يحمل دلالات رمزية كبيرة، إذ كنت ارتدي وشاح علم الدولة استعدادًا لاحتفالية يوم زايد للعمل الإنساني، فخلعته بهدوء، ووضعته على كتف الطفل، وقلت له: زايد لا يُغرّم.. زايد يُكرّم.
وأكد القاضي، أنه أصدر توجيهًا فوريًا بإلغاء المخالفات المسجلة على الأسرة، بعدما سددها تكريمًا للاسم الغالي على القلوب، في لفتة حملت بُعدًا إنسانيًا ووطنيًا.


