تامر حسني.. نجم الجيل وكل جيل
وأنا جالس أتأمل المشهد الفني، راودني سؤال ثقيل: ما الذي سيؤول إليه مستقبل الغناء في مصر بعد هذا الجيل؟ هل ستظل ريادة الفن والغناء حاضرة كما كانت دائمًا، أم أن شعلتها ستخبو وسط زحام الوجوه المتشابهة وتكرار الأنماط وضعف التجديد؟
صراحةً، شعرت بشيء من الحزن، إلى أن وقعت عيناي على ما يفعله الفنان تامر حسني.
ذلك الاسم الذي لم يعد مجرد لقب فني، بل صار رمزًا لجيل، بل لأجيال هو نجم الجيل بلا منازع، لكنه في الواقع نجم كل جيل، لأنه لم يأتِ فقط ليُغنّي، بل جاء ليصنع تاريخًا، ويؤسس مدرسة خاصة، ويكون مثالًا يُحتذى به في الاجتهاد، والاحتراف، والوفاء للفن والجمهور.
في كل حفل يحييه، لا يكتفي تامر بتقديم أجمل أغانيه التي شكلت وجدان ملايين الشباب، بل يصرّ دائمًا على تقديم وجوه جديدة، مواهب تستحق، وأصوات تحتاج فقط إلى فرصة، هو لا يغلق الباب خلفه، بل يفتحه على مصراعيه لكل من يؤمن به، تمامًا كما آمن هو يومًا بحلمه، وذلك وحده كافٍ لأن نطمئن على مستقبل الغناء في مصر.
أما في عالم السينما، فقد استطاع تامر حسني أن يحقق ما لم يحققه أي مطرب مصري بعد العندليب عبد الحليم حافظ، لم يكن مجرد ممثل، بل نجم شباك، مؤلف، مخرج، وملهم، جمع بين الكوميديا والدراما، بين الرومانسية والواقعية، ونجح في أن يصنع جماهيرية لا تعرف عمرًا ولا طبقة اجتماعية، الجميع أحبه، لأنه صادق، ولأنه يشبه الناس.
تامر حسني ليس مجرد فنان ناجح، بل هو مشروع وطني فني متكامل، فنان يحمل همّ الفن في قلبه، ويضع رسالته قبل مصلحته، في زمن امتلأ بالصخب، اختار أن يكون نغمة خالدة.
ختامًا، إذا أردنا أن نطمئن على مستقبل الفن في مصر، فلننظر إلى تامر حسني، وإذا أردنا أن نمنح الأجيال القادمة نموذجًا يُحتذى، فلنحدثهم عن هذا النجم الذي لم يتوقف يومًا عن الإبداع، ولا عن الحلم، ولا عن الوفاء لوطنه وجمهوره.
هو ليس فقط نجم الجيل… بل بحق: نجم كل جيل.


