صرخة من أسوان مجتمع بلا مخدرات
في وقتٍ أصبح فيه الإدمان آفة تنخر في عظام المجتمع وتنهش مستقبل الشباب، تنهض أسوان برجالها الشرفاء وشبابها الغيورين في ملحمة اجتماعية تستحق أن تُسجل بأحرفٍ من نور، ما نراه اليوم ليس مجرد تحرك عابر، بل هو انتفاضة حقيقية ضد سرطان العصر المخدرات.
لقد أصبح الإدمان طريقًا مختصرًا للهلاك، تُساق إليه الأرواح الطاهرة من شبابنا وهم في عمر الزهور، مخدرات تسرق العقول، وتفتك بالأحلام، وتحوّل الأجساد إلى هياكل خاوية، نرى من يترك وظيفته، بل يضحي بلقمة عيش أسرته، ليشتري جرعة سم تُقرّبه خطوة من الموت البطيء.
وما بين الترويج الممنهج والتساهل المجتمعي، وجد الشاب نفسه فريسة سهلة، دون حماية حقيقية من دائرة الخطر، هنا، لا يكفي أن نفتح مصحات العلاج ونكتفي بذلك، فالعلاج وحده ليس حلًا، بل وقفة حقيقية تبدأ بتجفيف منابع السموم ومطاردة مروّجي الخراب أينما وُجدوا.
المجتمع الأهلي، الجمعيات، منظمات المجتمع المدني، والأسر جميعها عليها أن تتحد في خندق واحد، المعركة ضد المخدرات ليست مسؤولية وزارة أو جهاز شرطي فقط، بل مسؤولية أخلاقية ووطنية تقع على عاتق الجميع، حملات التوعية يجب ألا تكون موسمية، بل مستمرة، تُسلّط الضوء على المخاطر الحقيقية للتدخين والتعاطي، وتضع الشباب أمام المرآة ليروا حجم الكارثة التي قد يدفعون حياتهم ثمنًا لها.
آن الأوان أن نرفع الصوت عاليًا: لا للمخدرات ليس شعارًا، بل أسلوب حياة ومبدأ بقاء، إما أن ننتصر في هذه المعركة، أو نستعد لوداع جيل كامل قبل أوانه.
فنختار الحياة ونحارب الهلاك الذي أصاب المجتمع الأسواني، من أجل الأسرة التي تعذب بفقد أولادها والأم التي يحترق قلبها ألما على ابنها الذي سلك طريق الغاوية والدمار لا بد أن يتكاتف الجميع تحت شعار أسوان بلا مخدرات.


