دراسة: زيادة وزن الأم الحامل قد يعرّض طفلها لخطر الإصابة بالعدوى
كشفت دراسة حديثة، نشرت في مجلة BMJ Medicine، عن أن الأطفال المولودين لأمهات يعانين من السمنة معرضون بشكل أكبر للإصابة بعدوى خطيرة خلال سنواتهم الأولى، وقد يمتد هذا الخطر إلى مرحلة المراهقة.
زيادة وزن الأم الحامل قد يعرّض طفلها لخطر الإصابة بالعدوى
ووفقًا للدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة أكسفورد البريطانية، فإن الأطفال دون سن عام واحد الذين وُلدوا لأمهات تعاني من السمنة المفرطة بمؤشر كتلة جسم (BMI) يبلغ 35 أو أكثر يواجهون احتمالًا أعلى بنسبة 41% لدخول المستشفى بسبب عدوى. كما يرتفع هذا الخطر ليصل إلى 53% لدى الأطفال بين سن 5 و15 عامًا.
وأشار الفريق البحثي، بقيادة خبيرة علم الأوبئة فيكتوريا كوثوب، إلى أن معظم الحالات التي تطلبت دخول المستشفى كانت نتيجة التهابات في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي، إضافة إلى عدوى فيروسية متعددة الأجهزة.
نسبة السمنة في تزايد
تشير الخلفية البحثية إلى أن معدل السمنة بين النساء الحوامل شهد ارتفاعًا ملحوظًا، حيث زادت النسبة من أقل من 9% في التسعينيات إلى أكثر من 16% بحلول العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين.
ولفهم العلاقة بين سمنة الأم ومخاطر العدوى لدى الأطفال، حلّل الباحثون بيانات من دراسة طويلة الأمد شملت 9540 حالة ولادة في مدينة برادفورد الإنجليزية بين عامي 2007 و2010، ووجدوا أن أكثر من نصف المشاركات 56% كنّ يعانين من زيادة في الوزن أو سمنة خلال الحمل.
عوامل وسيطة ومفاجآت
رغم أن الولادة المبكرة تُعد من المخاطر المرتبطة بالسمنة خلال الحمل، إلا أن الدراسة أظهرت أنها تمثل فقط 7% من الارتباط بين سمنة الأم والإصابة بالعدوى في الطفولة. في المقابل، شكّلت الولادة القيصرية 21% من هذا الخطر، بينما ساهمت السمنة المبكرة لدى الأطفال (في سن 4 و5 سنوات) بنسبة 26%.
ويرى الباحثون، أن السمنة خلال الحمل قد تؤثر في الجهاز المناعي للطفل من خلال اضطرابات في التمثيل الغذائي، أو الالتهابات، أو التغيرات الجينية والميكروبية، ما يجعل الطفل أكثر عرضة للعدوى.
توصيات وقائية
وأوصى الباحثون بضرورة دعم النساء في سن الإنجاب لتبني أسلوب حياة صحي يساعدهن في الوصول إلى وزن مثالي قبل الحمل.
والحمل يعد فرصة حقيقية لتعزيز التغييرات الصحية المستدامة في نمط الحياة. ومساعدة الأمهات على تحسين أنماط التغذية والنشاط البدني يمكن أن يُثمر عن فوائد طويلة الأجل لهن ولأطفالهن على حد سواء.


