تصعيد ناري بين ترامب وإيلون ماسك: انهيار تحالف المصلحة وتحول العلاقة إلى عداء علني
شهدت الساحة السياسية والإعلامية الأمريكية، تصعيدًا دراماتيكيًا في الخلاف العلني بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، بعد أشهر من تحالف وُصف بـ"زواج المصلحة" جمع بين النفوذ السياسي لترامب والثقل المالي والإعلامي لماسك.
بدأ الخلاف بين الطرفين بنقاش علني حول مشروع قانون السياسة الداخلية الذي يدعمه ترامب، قبل أن يتحول بسرعة إلى سيل من الهجمات المتبادلة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتراشق اتهامات تجاوز حدود السياسة ليطال قضايا شخصية ومالية، بل وُجهت فيه إشارات إلى قضايا أخلاقية حساسة مثل ملف جيفري إبستين.
تبادل الاتهامات بين ترامب وماسك
في واحدة من أكثر التصريحات إثارة للجدل، قال ماسك عبر منصة "إكس": سأقولها بصراحة: لولا دعمي، لكان ترامب قد خسر الانتخابات، ولسيطر الديمقراطيون على مجلس النواب، ولحصل الجمهوريون على 51 مقابل 49 في مجلس الشيوخ.
واعتبر ماسك أن الرئيس "جاحد" لجهوده المالية والإعلامية التي ساهمت في إعادة ترامب إلى البيت الأبيض.
وما زاد من التوتر، تصريحات ترامب التي أدلى بها خلال لقائه مع المستشار الألماني فريدريش ميرز، حيث قال إنه "يشعر بخيبة أمل كبيرة في إيلون"، بعد أن كان قد وصفه قبل أسبوع فقط بـ"أحد أعظم قادة الأعمال والمبتكرين في العالم".
ماسك أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم حملة ترامب
يُذكر أن ماسك أنفق أكثر من 250 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية لعام 2024، وحصل بالمقابل على نفوذ سياسي واسع، شمل حرية تقليص قوى عاملة فدرالية والتأثير في قرارات داخلية حساسة.
ومع تصاعد الخلاف، هدد ترامب ضمنًا بإعادة النظر في العقود الحكومية مع شركات ماسك، وعلى رأسها "سبيس إكس" و"تسلا"، فيما ألمح ماسك إلى أن ترامب ورد اسمه في وثائق حكومية مرتبطة بالممول والمجرم الجنسي جيفري إبستين، قائلًا إن هذه الوثائق لم تُنشر بعد.
وأطلق ماسك لاحقًا استطلاع رأي على "إكس"، سأل فيه متابعيه عمّا إذا كان ينبغي تشكيل حزب سياسي جديد يمثل "الـ80٪ من الطبقة الوسطى"، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها بداية طموح سياسي مستقل لماسك، وسط تراجع التزامه بدعم مجموعات ترامب.
التأثيرات الاقتصادية والسياسية
سجّلت أسهم شركة "تيسلا" انخفاضًا ملحوظًا، بينما ارتفعت قيمة شركات منافسة لـ"سبيس إكس"، في مؤشر على قلق المستثمرين من تداعيات الخلاف. كما دعا ستيف بانون، المستشار السابق لترامب، إلى إلغاء عقود الحكومة مع شركات ماسك وفتح تحقيقات متعددة معه.
