المايسترو عمرو سليم: ساندت مَن فقدوا أبصارهم وقت الثورة.. وعاتبت عادل إمام بسبب أمير الظلام |حوار
رجل تحدى الصِعاب، لم يؤمن بـ العجز، اختلق لنفسه كهفًا خاصًا، يغرد متفردًا في عالمه، رضي بفقدان البصر لكن لم يوافق عليه، فنان صاحب لمسات خاصة، لديه قدرة خارقة على اختراق القلوب سواء من خلال عزفه على الآلات الموسيقية، أو من خلال حديثه الذي لا يخلو من الكلمات الراقية والنبيلة، وأيضًا الجمل المليئة بالإصرار والعزيمة التي تشع نورًا في قلوب كل من يحاوره.. هو المايسترو الكبير عمرو سليم.
القاهرة 24 أجرى حوارًا مع المايسترو عمرو سليم، وخلال اللقاء كشف العديد من أسرار حياته، وكيف استطاع أن يتجاوز أزمته، وينجو بنفسه من عالم اليأس والاستسلام، إلى حياة مليئة بالشغف والأمل ليعطي درسًا في عالم الإرادة والإصرار للشباب، ولكل من تكثر عليه ابتلاءات الحياة.. وإلى نص الحوار:
ـ في البداية.. كيف استطعت أن تحول محنتك وإصابتك بفقدان البصر لـ محنة وقصة يُحكى عنها في عالم الإرادة؟
تعاملت بمبدأ "أنا وأنا" علمت نفسي وتدربت كثيرًا حتى أتعرف على الأشياء دون أن أراها، فأنا لدي يقين أن الرؤية لا تؤثر على الأشخاص الذين لديهم طموح وإصرار على التعلم، أنا شخص ولدت كفيفًا ولدي يقين بأنني سأرحل كذلك، لكني قبلت العمى ولكني لم أوافق عليه ولم أستسلم له.
- قلت إنك قبلت فقدان البصر لكن لم توافق عليه.. ما معنى هذا؟
قبلته أي رضيت به، لكن لم أوافق عليه أي أنني لم أستسلم له، فهذا الأمر لن أتقبله تمامًا، أنا تدربت حتى لا أكون كفيفًا، وأتعرف على جميع الأشياء من خلال لمسي لها وشعوري بها، لن أجعل أمرًا أو شيئا يعجزني.
- ما أخطر وأعجب تجربة خضتها؟
أنا فعلت كل الأشياء الغريبة والعجيبة، قُدت سيارات، ودخلت سباق على دراجات، أصلح جميع الأشياء والأجهزة التي فسدت، الاستسلام ليس في قاموسي.
تصريحات المايسترو عمرو سليم

- كيف ساندت الثوار في يناير؟
نزلت التحرير وتحملت نتيجة موقفي، وحرصت على أن أكون سندًا لكل من فقد بصره أثناء وبعد الثورة، ولدي رأي واضح وصريح "اللي ينزل التحرير يتحمل قدره"، لا تشكو في حالة إنك تعرضت للإصابة، فأنت نزلت الميدان كي تعبر عن رأيك وليس لتشكو فيما بعد، أو أن تصبح ضحية وتعيش في هذا الدور.
- ما الذي يميز آل سليم؟
نحن أسرة تربينا على تحمل المسؤولية، فمن يخطئ يتحمل نتيجة خطأه، لم نعتمد يومًا على آبائنا وسلطتنا، بل كل منا يعتمد على ذاته، لذلك كل شخص منا مختلف عن الآخر، لكن يجمعنا احترام الكبير مهما كان رأيه، وتحمل المسؤوليات، وعواقب الأفعال.
ـ هل جسد صالح سليم مأساتك في الشموع السوداء؟
لا أدري هل أخذ مني بعض التفاصيل لتجسيده الشخصية أم لا، لأني وقتها كنت طفلًا، فربما يكون عمي صالح لاحظ بعض الأشياء ودونها لديه، حتى يخرج دوره بهذا الشكل.

ـ ما رأيك في تقديم عادل إمام لدور كفيف في أمير الظلام؟
"لا يمكن تضحك على أعمى أبدًا"، أنا أخذت على الفيلم وأعاتب الزعيم بسبب أحد المشاهد في الفيلم، التي ظهرت وكأن الكفيف لم يقدر على التفرقة بين البِركة وحمام السباحة.. هذا الأمر لم يُعجبني لذلك انتقدته، على عكس مسرحية وجهة نظر التي قدمت صورة صحيحة عن الكفيف فـ تلك المسرحية أعجبتني كثيرًا وأشدت بها.
- ما رسالتك للشباب الذين يشكون دائمًا من الظروف؟
حاليا نعيش في استسهال، الشباب لا يستسلم بل أصبح يستسهل كل الأمور، أنصح الجميع بأن يخرجوا من هذا المأزق، حتى لا يصبحوا ضحية الظروف.
ـ في النهاية.. حدثنا عن حفلاتك القادمة وهل ستعود لإبهارنا بألحانك من جديد؟
أوعدكم هرجع للحفلات والعزف ولن أغيب عنهما، أما بالنسبة للألحان حتى الآن هناك محاولات عديدة ومقترحات لكن إن شاء الله ستكون هناك مفاجآت للجمهور.


