من الجزيرة أرض التاريخ

رغم ما تحاول بعض الأصوات الترويج له في الآونة الأخيرة حول انتقالات اللاعبين بين القطبين الكبيرين في الكرة المصرية الأهلي والزمالك، فإن الحقيقة البسيطة التي تشهد عليها الوقائع هي أن جميع اللاعبين الذين انتقلوا مؤخرًا من الزمالك إلى الأهلي قد فعلوا ذلك عبر صفقات انتقال حر، ولم يكن هناك شراء أو خطف لاعبين من عقود سارية كما يُشاع.

تصاعدت الأصوات التي تتحدث عن خطف لاعبين أو تدخل في استقرار المنافس، غير أن الحقائق الموضوعية تقول شيئًا آخر تمامًا، وهي حقائق تستحق أن تُقال بوضوح.

من الإنصاف والموضوعية تذكير الجميع بأن الزمالك عبر تاريخه كان أكثر الأندية المصرية استفادة من انتقالات لاعبين من الأهلي إلى صفوفه، ولم يتردد في ضم أبرز نجوم الأهلي متى سنحت الفرصة.

والأمثلة على ذلك كثيرة: حسام وإبراهيم حسن انتقلا إلى الزمالك في قمة مسيرتهما بعد سنوات المجد في الأهلي، عصام الحضري أسطورة حراسة المرمى، إبراهيم سعيد أحد أبرز مدافعي الكرة المصرية، الصقر أحمد حسن قائد منتخب مصر، حسين ياسر المحمدي، حسن مصطفى، شريف أشرف، عبد الله السعيد وغيرهم، ولا يفوتني ذكر أيضًا اللاعبين الحاليين بالزمالك ناصر ماهر وأحمد حمدي، ناشئي النادي الأهلي.

أما من يتساءل ويتعجب من قوة الأهلي ومصادر أمواله، فعليه ببساطة أن يُراجع الأرقام والحقائق، وبعد إعلان صفقة زيزو، لعلها تجيب عليه. فعلى المستوى التجاري، قد حققت شركة القلعة الحمراء مبيعات بقيمة 24 مليون جنيه خلال 48 ساعة فقط بعد الإعلان عن انضمام زيزو، رغم أن الإعلان جاء خلال عطلة عيد الأضحى. وقد حقق أكثر من 35مليون مشاهدة، و5 ملايين تفاعل على حسابات النادي الرسمية، وأكثر من 100 مليون مشاهدة و7 ملايين تفاعل على كل المنصات (رسمية وغير رسمية).

الأهلي ليس مجرد نادٍ رياضي، بل منظومة اقتصادية وتسويقية متكاملة يقودها أكبر جمهور في الوطن العربي، وفي ظل النجاح المبهر لإعلان تقديم صفقة نجم الأهلي الجديد زيزو، لا يسعني إلا أن أُحيي المبدع الصديق أحمد ثروت على هذا العمل الراقي الذي جاء بحق على مستوى اسم وقيمة الأهلي.

أيضًا في هذا السياق، أُوجّه كل الاحترام والتقدير لنادي الزمالك العريق، هذا النادي الكبير الذي يُمثل الضلع الثاني في معادلة كرة القدم المصرية، وصاحب التاريخ والجماهيرية الواسعة.

الزمالك، كما الأهلي، نادٍ لا يقف عند لاعب أو نجم، بل هو كيان عظيم تواصلت فيه الأجيال وصُنعت فيه الإنجازات.

جميع اللاعبين الذين انضموا مؤخرًا إلى الأهلي بعد أن لعبوا في صفوف الزمالك، فعلوا ذلك عبر صفقات انتقال حر بعد انتهاء عقودهم أو عودتهم من تجارب احترافية خارجية، كل من جاء إلى الأهلي، جاء طواعيةً وبإرادته، بحثًا عن البطولات وعن منصة المجد.

الأهلي قوي بجمهوره، بأرقامه، بمنصاته، وباسمه العريق، ولكل لاعب يحلم بالبطولات والنجاح الحقيقي، تبقى بوابة المجد مفتوحة في القلعة الحمراء.