أرتدي الحجاب في الصلاة احترامًا لله كما نحترم أي شخص نذهب للقائه..
ليلى طاهر: كان حلمي أعيش وأموت ممثلة.. ولا أؤمن بالحجاب وربنا لم يأمر بتغطية الشعر|حوار
رغم سنوات الغياب الطويلة عن الساحة الفنية، لا تزال الفنانة القديرة ليلى طاهر حاضرة في وجدان جمهورها، الذي أحبها وتابع مشوارها باهتمام ومحبة خالصة، وفي حوار صريح وخاص مع القاهرة 24، تحدثت عن قرارها بالاعتزال، وحياتها اليوم بعيدًا عن الكاميرا، ورأيها في وضع الفن حاليًا، كما تناولت موقفها الواضح من قضية الحجاب، وكشفت عن طقوسها في الأعياد، وذكرياتها مع الفنانة الراحلة سميحة أيوب.
وإلى نص الحوار
س: بدايةً، كيف كانت علاقتك بالفنانة الراحلة سميحة أيوب؟ وهل فاجأك نبأ وفاتها؟
رحم الله سميحة أيوب، لم تكن بيننا علاقة تواصل مستمر، لكن كنت أحرص على تهنئتها في المناسبات، وفوجئت كثيرًا بخبر وفاتها، لأنها كانت تبدو في صحة جيدة، وكان ذلك خبرًا صعبًا ومؤلمًا بالنسبة لنا جميعًا.
س: كيف تقضين أجواء العيد؟ وهل لكِ طقوس محددة؟
العيد بالنسبة لي أصبح مناسبة عائلية خالصة، أقضيه مع ابني وأحفادي وأقاربي وأهلي، بعد أن تفرغت من العمل الفني، أصبح وقتي بالكامل للعائلة، وهذا بالنسبة لي تعويض جميل عن السنوات التي أخذها الفن من حياتي.
س: ما الذي أعطاكِ الفن؟ وما الذي أخذه منكِ؟
الفن أخذ الكثير من وقتي وحياتي، لكنه منحني الكثير أيضًا، لم أكن أعتبره مجرد مهنة، بل كنت أؤديه بحب وشغف، أكثر ما أسعدني هو حب الناس، وهذا بالنسبة لي أعظم مكافأة.
س: كيف جاء قرار الاعتزال؟ وهل كان سهلًا؟
أبدًا، كان من أصعب القرارات في حياتي. شعرت في فترة معينة أن مستوى الأعمال المعروضة أصبح متدنيًا، وكان هناك هبوط واضح في الساحة الفنية، والظروف السياسية كانت صعبة، لم أقبل أن أشارك في أعمال أقل من مستواي السابق، ولذلك قررت التوقف، رغم أنني كنت أتمنى أن أستمر في التمثيل حتى آخر يوم في عمري، شعرت أن الوقت قد فات، وأن العودة بعد غياب طويل لم تعد ممكنة.
س: هل تفتقدين جمهورك؟
أبدًا لا أشعر أنني غائبة عنهم، كلما خرجت إلى الشارع، أجد محبة الناس ما زالت حاضرة، وكأنني بينهم دومًا، هذا الحب يمنحني شعورًا جميلًا لا يوصف.
س: هل فكرتِ يومًا في العودة إلى التمثيل؟
لو كنت أفكر في العودة، لرجعت منذ وقت طويل، الآن أصبحت مختلفة، شكلًا وموضوعًا، ولم أعد مناسبة لما هو سائد، الجيل الجديد اعتاد على وجوه جديدة، وأشعر أنني أصبحت ثقيلة عليهم، رغم أن قلبي لا يزال متعلقًا بالفن.
س: كيف ترين حال الفن اليوم مقارنة بزمنك؟
الفن تغيّر كثيرًا، سواء في الموضوعات أو في طريقة التقديم، الكُتّاب الكبار غابوا، ولم يعُد هناك من يعوّض غيابهم بنفس القوة، هناك نجوم يشتكون من عدم شهرتهم، لكني أؤمن أن من يعمل بإخلاص يُعرف، أين الأعمال التي كانت تلامس قلوب الناس؟ للأسف، المحتوى أصبح أضعف.
س: ما هي أمنيتك اليوم؟
أتمنى لمصر السلام والاستقرار، وأن يحفظها الله من كل سوء.
س: هناك جدل دائم حول الحجاب.. ما هو موقفك منه؟
أنا لست مؤمنة بأن تغطية الشعر فرض، لم أرتدِ الحجاب في حياتي، ولا أنوي ذلك، أنا متحشمة بطبيعتي، ولكنني لا أرى أن تغطية الشعر واجبة دينيًا، لم أجد في القرآن آية تأمر بتغطية الرأس بشكل مباشر، والكلمة المذكورة تشير إلى الحجاب كـ حاجز، وليس كغطاء للرأس، مع ذلك، حينما أقف للصلاة، أرتدي الحجاب احترامًا لله، كما نحترم أي شخص نذهب للقائه، فكيف لا نحترم وقوفنا بين يدي الله؟ لكن هذا لا يعني أن الحجاب فريضة بالشكل المتعارف عليه.
س: وأخيرًا.. ماذا تقولين لجمهورك؟
أحبكم من كل قلبي، وسعيدة جدًا أنني ما زلت في قلوبكم بعد كل هذه السنوات، دعواتي لكم دائمًا بالسعادة والصحة، وشكرًا لكم على هذا الحب الصادق.