فوضى غزة الجديدة.. من يقف خلف ميليشا ياسر أبو شباب؟
بعد أشهر من الحرب الإسرائيلية على غزة، برزت استراتيجية إسرائيلية تعتمد على تفكيك سلطة حركة حماس، عبر تعزيز نفوذ العشائر والعصابات المحلية، حيث برزت ميليشيا ياسر أبو شباب وتصدرت المشهد في قطاع غزة، وسط تقارير تشير إلى تجهيز هذه الميليشيا لتكون بديلا لحماس في غزة.
وبرز اسم ياسر أبو شباب، كأحد قطاع الطرق الذين يتصدون لسرقة قوافل الإغاثة، خصوصا بعد احتلال إسرائيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني، حيث كانت عمليات سرقة القوافل تتم بشكل علني، وأمام نظر جنود وقادة الدبابات الإسرائيلية في المنطقة، حيث جمع أبو شباب حوله مجموعة من المنتفعين من السرقات وبيعها، وشكلوا ما أشبه بأول ميليشيا إجرامية تنشأ في غزة خلال الحرب.
ووصفت الأمم المتحدة، أبو شباب بأنه العامل الأكثر تأثيرًا وراء النهب المنظم للمساعدات في منطقة كرم أبو سالم، ويعمل برعاية سلبية، إن لم تكن فاعلة، من الجيش الإسرائيلي، وفقا لصحيفة واشنطن بوست.
موقف ضبابي حول من يقف خلف أبو شباب
وتشير التقارير إلى أن الجميع يتبرأ من ياسر أبو شباب، وخاصة السلطة الفلسطينية وحركة حماس، وكذلك العديد من التيارات الفلسطينية الأخرى، تبرأت من أي علاقة تربطهم بأبو شباب، حتى أن بعض هذه التيارات يرغب في التخلص منه الآن، هذا بجانب الدول الإقليمية الفاعلة في ملف غزة، والتي تبرأت من أي علاقة مع أبو شباب.
وتصف حماس الحاكمة في غزة أبو شباب بأنه خائن ورجل عصابات، حيث قالت الحركة مؤخرا: نعاهد الله على مواصلة التصدي لأوكار هذا المجرم وعصابته، مهما كلفنا ذلك من تضحيات.
وعلى الجانب الإسرائيلي، كشف وزير الحرب والمالية الأسبق في إسرائيل وزعيم حزب إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية أن إسرائيل تنقل إلى جميع أنواع العشائر في غزة بعضها تابع لداعش أسلحة، حيث زودت إسرائيل عائلات الجريمة في غزة ببنادق هجومية وأسلحة خفيفة، بأوامر من نتنياهو، في إشارة واضحة إلى عصابة أبو شباب.
وأقر مسؤولون إسرائيليون بتزويد ميليشيا أبو شباب بالأسلحة، كجزء من عملية لتسليح الجماعات المحلية لمواجهة حماس، وبينما دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن هذه العملية السرية في وقت سابق من هذا الأسبوع، قائلا إن قوات الأمن نشطت مجموعات في غزة معارضة لحماس، لم يذكر اسم أبو شباب، لكن مسؤولين إسرائيليين قالوا لشبكة CNN إن أبو شباب جزء من البرنامج.
من هو ياسر أبو شباب؟
ياسر أبو شباب يقود مئات المسلحين المعروفين باسم القوات الشعبية لتوفير الحماية للمنظمات الدولية العاملة في جنوب غزة، وهو في أوائل الثلاثينيات من عمره، ينحدر لعائلة بدوية مرموقة في جنوب غزة.
وفي 7 أكتوبر 2023، كان يقبع أبو شباب في سجن تديره حماس في غزة، بتهمة تهريب المخدرات، قبل إطلاق سراحه بعد بدء الصراع، أما الآن، فهو شخصية ناشئة في جنوب غزة، حيث يُسيطر على طرق المساعدات بالقرب من معبر كرم أبو سالم الحيوي.
وصرح أبو شباب لشبكة CNN بأنه يقود مجموعة من المواطنين من هذا المجتمع، الذين زعموا تطوعهم لحماية المساعدات الإنسانية من النهب والفساد.
أبو شباب يستقطب المتطوعين
وجهت مليشيا ياسر أبو شباب، اليوم الإثنين، نداءات جديدة لما وصفته بالتطوع الشامل بالقوات الشعبية لبناء المستقبل.
وجاء في منشور له على فيسبوك: يا أبناء شعبنا الحر، في ظل الفوضى والانهيار وغياب العدالة وانطلاقًا من مسؤوليتنا الوطنية تجاه أهلنا شرق رفح، تبدأ القوات الشعبية بقيادة ياسر أبو شباب بتأسيس لجان إدارية ومجتمعية في مختلف مناطقنا، لتكون يدًا منظمة خادمة راعية لكرامة الناس، وعليه، نفتح باب التطوع لكافة أبناء شعبنا من أصحاب الخبرة المهارة التخصص والعزيمة، ونبحث عن متطوعين من جميع التخصصات الجامعية والمهنية.


