العيد من منظور اقتصادي
العيد من منظور اقتصادي
العيد ليس فقط مناسبة دينية واجتماعية.. بل هناك جانب آخر مهم جدًا لا يمكن تجاهله، وهو الجانب الاقتصادي، فبينما يستعد الناس للاحتفال بالعيد، على الجانب الاخر يشهد الاقتصاد تحولا ملحوظة، وذلك نتيجة للإنفاق الاستهلاكي الكبير والنشاط التجاري المكثف في أيام العيد وخصوصا أسبوع ما قبل العيد، والجانب الاقتصادي يؤثر على اقتصاد الدولة وعلى الأفراد بشكل عام.
إنفاق استهلاكي وليس إنتاجي
أهم ما يميز الأعياد هو زيادة الإنفاق الاستهلاكي، وهو الشراء من أجل الانفاق وليس الإنفاق من أجل الاستثمار، مثل شراء الملابس الجديدة في فترة العيد والهدايا، والمواسم وتجهيزات الأكل خصوص في عيد الأضحى، هذا الإنفاق الاستهلاكي يرفع مستوى الطلب على السلع والخدمات بشكل كبير جدا، خصوصا في الملابس والأطعمة إلى الأجهزة الإلكترونية والهدايا.
العيد من فرحة إلى عبء اقتصادي
أصبحت المناسبات بسبب عدم الوعي المالي والعادات والإنفاق عبئا اقتصاديا، وأصبحت الأسر تخصص ميزانية كبيرة لهذه الفترة، وحتى في ظل الأزمات الاقتصادية أو التضخم الكبير، يبقى الإنفاق على العيد من الأولويات وليس الرفاهيات.
ارتفاع النشاط التجاري في العيد
ويرتفع النشاط التجاري بشكل كبير، خصوصا في المحالات التجارية والأسواق الشعبية، وتتنافس الشركات على جذب عدد أكبر من المستهلكين، سواء بالعروض أو بالخصومات، ليس فقط على الأسواق التجارية وحتى التجارة الإلكترونية، ويزداد الطلب على المشتريات عبر الإنترنت في فترة العيد بشكل كبير.
قطاع السياحة في العيد
يأتي العيد وتزداد حركة السياحة الداخلية بشكل أكبر بسبب الإجازات، وإذا تصادف العيد مع الصيف تزداد حركة السياحة على المدن الساحلية بشكل أكبر، لتصل بعض الفنادق إلى نسبة إشغال 100%، أي ممتلئة بالكامل بفضل موسم العيد.
العمالة الموسمية
مع تزايد الطلب على السلع والخدمات في أيام العيد يحتاج إلى عمالة لتقديم هذه الخدمات، ويزداد معها الطلب على العمالة الموسمية، هذه العمالة توفر كسب إضافي للعديد من القطاعات مثل المصانع النقل المطاعم المحلات التجارية، تسهم العمالة الموسمية في تقليل نسبة معدلات البطالة، وتحفز الاقتصاد المحلي.
العيد والأسعار
النشاط الاقتصادي في الأعياد يتغير بشكل ملحوظ نحو الارتفاع، ويزداد الطلب على السلع والخدمات ويؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض السلع، مثل اللحوم في عيد الأضحى أو الأسماك في موسم شم النسيم، كما أن ارتفاع الأسعار يؤثر على الأسر ذات الدخل المنخفض، وتحاول بعض الحكومات تنظيم سعر الأسواق من خلال الرقابة على الأسعار، وتحديد سقف لها لتجنب الاستغلال وارتفاع الأسعار على الموطنين.
العيد موسم فرح وموسم تحويلات مالية
موسم العيد فرحة كبيرة أهمها العيدية للأطفال والكبار، وهو نشاط اقتصادي تحول إلى تطبيقات مالية ومبالغ مالية ضخمة خصوصا في موسم العيد، وأهمها تحويلات المغتربين إلى أسرهم في العيد، تمثل هذه التحويلات جزءًا كبيرًا من الاقتصاد المحلي، هذه التحويلات رغم كونها عيدية، لكنها تدعم الاقتصاد المحلي بشكل كبير، وتتحول هذه الأموال إلى شراء سلع وخدمات.
العيد موسم الزكاة والصدقات
من أهم الجوانب الاقتصادية في العيد، هي الزكاة والصدقات التي يتم إخراجها من قبل المسلمين في العيد، وهي من الشعائر الدينية المهمة والفعالة لإعادة توزيع الثروة بين أفراد المجتمع، وتساعد الصدقة والزكاة على تقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء، من خلال دعم الأسر ذات الدخل المحدود، مما يحسين أوضاعهم المعيشية ويساعدهم في رفع مستوي انفاقهم ولو مؤقت.
العيد ليس فقط مناسبة دينية، بل موسم اقتصادي من الدرجة الأولي وزيادة إنفاق الاسر وزيارات وتنشيط للتجارة، وتوفير لفرص العمل الموسمية حدث اقتصادي يُستغل بشكل متوازن لتحقيق الفائدة للمجتمع، والعيد تأثيره الاقتصادي يستمر لفترة أبعد من موسم العيد، فقد يمكن أن تكون فترة الانتعاش الاقتصادي في الأعياد فرصة لتوجيه بعض السياسات الاقتصادية قصيرة الأمد لتحقيق توازن في الأسواق وضمان استدامة النشاط الاقتصادي.