مصدق وسليمان خاطر.. دبلوماسية "الشوارع" بين مصر وإيران
"عقبة وحيدة" هكذا وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية في زيارته الأخيرة إلى القاهرة والتي ارتفعت معها التوقعات بالوصول إلى تطبيعًا كاملًا في العلاقات بين البلدين وبلوغ مرحلة تبادل السفراء وتجاوز مرحلة "مكاتب المصالح" لا سيما بعد التقارب العربي الواضح مؤخرًا مع طهران.
مصدق وسليمان خاطر.. دبلوماسية "الشوارع" بين مصر وإيران
مصطلح العقبة الوحيدة يستدعي معه تصريح سابق للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك حول "عقبة وحيدة" أيضًا منعت استنئاف العلاقات الدبلوماسية بين مصر وإيران لكن ماهي تلك العقبة؟
لم تكن تلك العقبة سوى اسم شارع رئيسي في طهران يحمل اسم المتورط الرئيسي في اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات "خالد الإسلامبولي" حيث أطلقت طهران الاسم على الشارع بقرار من مرشدها الأول الخميني بعد اغتيال السادات.
رهن مبارك استئناف العلاقات المصرية الإيرانية بتغيير اسم الشارع في طهران، إلا أن إيران لم تتجاوب مع تلك الخطوة وأنه كان من غير الممكن اعتبارها العامل الوحيد في تأزم العلاقات لا سيما أن الأزمة بين إيران ودول الخليج والعلاقات المصرية الأمريكية كانت عوامل مأخوذة في اعتبار صانع القرار آنذاك.
لكن أسماء الشوارع في مصر وإيران كانت حاضرة دائمًا ومعبرة عن مستوى العلاقات بين البلدين، فاستخدمت أحيانًا للمجاملة والتعبير عن تحسن العلاقات وأحيانًا أخرى للمناكفة السياسية.
كانت فترة الرئيس السادات من الفترات المهمة في العلاقات المصرية الإيرانية، حيث بلغت أعلى مستوى لها وفي هذا الوقت اطلقت مصر على أحد الشوارع الرئيسية في حي الدقي اسم " الإمبراطور بهلوى" ومع سقوط نظام الشاه بعد الثورة الإيرانية تم تغيير الاسم إلى شارع مصدق رئيس مجلس وزراء إيران الأسبق مخطط تأميم النفط في إيران والذي ارتبط بعلاقة خاصة مع مصر.
ومن شارع مصدق في القاهرة جاءت شوارع أخرى لتحمل أسماء إيران وشارع آخر باسم العاصمة الإيرانية طهران.
وفي المقابل أطلقت إيران على أحد شوارع العاصمة طهران اسم المصري "سليمان خاطر" الذي أطلق نار على عدد من الإسرائيليين على الحدود مع مصر.
