بعد التصعيد بين إسرائيل وإيران.. قلق بقطاعي الدواء والمستلزمات الطبية من ارتفاع الأسعار وتأخر الشحنات

ألقت التصعيدات العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وإيران بظلالها على الأسواق العالمية، إذ شهدت أسعار النفط ارتفاعًا حادًا في جلسات التداول صباح أمس الجمعة، بالتزامن مع اضطرابات في حركة السفن التجارية في منطقة الشرق الأوسط، الأمر الذي أثار قلق ممثلي صناعة الدواء والمستلزمات الطبية في مصر من ارتفاع تكاليف الشحن وتعطل أو تأخر سلاسل الإمداد.
ارتفاع في أسعار النفط وتشويش إلكتروني على السفن
وسجل خام برنت قفزة مؤقتة بلغت ذروتها عند 78.50 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ نهاية يناير الماضي، قبل أن تستقر العقود الآجلة في ختام التداولات عند مستويات تتراوح بين 74 و75 دولارًا، بزيادة تجاوزت 7%، فيما ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بنسبة فاقت 6%.
وجاء هذا الارتفاع الحاد في أعقاب الموجة الأولى من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية، وسط مخاوف متزايدة من احتمال تعرّض إمدادات النفط عبر مضيق هرمز لأي تعطيل، ما يهدد بتعميق أزمة الطاقة عالميًا في حال اتسعت رقعة الاشتباكات العسكرية بين الجانبين.
بالتوازي، تأثرت حركة الملاحة في شرق المتوسط، إذ أفاد مركز المعلومات البحرية المشترك (JMIC) بحدوث تشويش إلكتروني واسع على إشارات عدد من السفن التجارية.
وأشار المركز إلى بلاغات من مشغلي السفن بحدوث أعطال في أنظمة الاتصالات والملاحة، ما دفعه لإصدار توصيات عاجلة بضرورة مراقبة الأجهزة الإلكترونية والاستعداد بخطط بديلة لتأمين الحركة الملاحية.

قلق ممثلي قطاعي صناعة الدواء والمستلزمات الطبية من تعطل الإمدادات وارتفاع الأسعار
محليًا، عبّر ممثلو قطاعي الدواء والمستلزمات الطبية عن مخاوف من تداعيات التصعيد، محذرين من احتمالات ارتفاع تكاليف الشحن وتأخر وصول الخامات، إذا طال أمد النزاع، الأمر الذي قد يؤثر على استقرار السوق المحلي.
وحذر الدكتور محيي حافظ، عضو بغرفة صناعة الدواء ورئيس المجلس التصديري للصناعات الطبية، من التداعيات المحتملة للتصعيدات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وإيران على سلاسل الإمداد الخاصة بالخامات الدوائية والمستلزمات الطبية.
وأوضح الدكتور محيي حافظ، لـ القاهرة 24، أن استمرار القصف المتبادل بين الجانبين وما أعلنه الجيش الإسرائيلي من أن العملية ممتدة لأيام، يؤكد أن المنطقة مقبلة على موجة اضطرابات قد تطال حركة السفن والطائرات، وتهدد استقرار سلاسل الإمداد العالمية، ومنها تلك التي تغذي مصر بالمواد الخام الدوائية.
وأضاف أن معظم الخامات الدوائية الفعالة التي تعتمد عليها السوق المصرية يتم استيرادها جوًا، بينما تأتي المواد والمعدات الثقيلة عبر البحر، مشيرًا إلى أن أي خلل في الملاحة البحرية أو الجوية ستكون له آثار مباشرة على أسعار الشحن ومدى توافر الخامات.
وأكد محيي حافظ، أن بعض شركات الدواء عمدت خلال الأشهر الماضية إلى تأمين مخزون من الخامات يكفي لفترة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، لكنه شدد على أن الأحداث الجارية تؤكد ضرورة توطين صناعة الخامات الحيوية في مصر، مشيدًا بتوجيهات القيادة السياسية في هذا الصدد.

توقعات بغياب التأثير السلبي المباشر على صناعة الدواء في المدى القريب
من جانبه، رأى الدكتور جمال الليثي، رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، أن الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت الأراضي الإيرانية، والمخاوف من تصاعد التوتر في المنطقة، لا يُتوقع أن تُحدث تأثيرًا مباشرًا على المدى القريب على سلاسل الإمداد أو أسعار الخامات الدوائية في السوق المصري، مشيرًا إلى أن الوضع حتى الآن لا يستدعي القلق الفوري.
وأوضح جمال الليثي، لـ القاهرة 24: لا أتصور أن يكون للضربات تأثير علينا في المدى القريب، وربما تظهر انعكاسات سلبية فقط إذا استمر الوضع لفترة أطول، لكن المؤشرات الحالية تشير إلى أنها عملية سريعة ومحددة، وقد تنتهي خلال أيام.
وأضاف رئيس غرفة صناعة الدواء أنهم يتابعون تطورات الأوضاع الإقليمية وتأثيراتها المحتملة على القطاع الدوائي، مشيرًا إلى عقد اجتماع مقبل لمجلس إدارة الغرفة في 23 يونيو الجاري، لمناقشة السيناريوهات المختلفة للتعامل مع أية تداعيات مستقبلية على سلسلة الإمداد، سواء فيما يخص الخامات أو تكاليف النقل والتأمين.

تعطل شحنات وتعديل في خطط التوريد
في السياق نفسه، حذّر الدكتور محمد إسماعيل، رئيس غرفة صناعة المستلزمات الطبية، من أن استمرار التوترات في المنطقة يهدد انتظام حركة الشحن البحري ووصول الإمدادات إلى السوق المحلي.
وأوضح الدكتور محمد إسماعيل، لـ القاهرة 24، أن التوترات الإقليمية الممتدة، خاصة في مناطق استراتيجية مثل البحر الأحمر وباب المندب، جعلت حركة السفن تخضع لتقديرات أمنية معقدة، ما أدى إلى توقف بعض الشحنات، بينها سفينة محمّلة بمستلزمات طبية (جوانتي لاتكس) مُنعت من المرور من باب المندب منذ أكثر من 6 أسابيع.
وأضاف أنه بسبب التوترات الإقليمية خلال الفترة الماضية بدأت بعض الشركات في مراجعة عقودها، واحتساب المخاطر ضمن العروض المقدمة للهيئات الحكومية والخاصة، مؤكدًا أهمية الإسراع في توطين الصناعات الحيوية، أو على الأقل تأمين مخزون استراتيجي من المكونات الأساسية التي يصعب تصنيعها محليًا، مثل سن الإبرة الدقيقة.
وأشار إلى أن التوطين لا يعني بالضرورة إنتاج كل مكونات المنتج محليًا، بل الأهم هو ضمان توافرها سواء عبر التصنيع المحلي أو من خلال بناء مخزونات استراتيجية لبعض الأصناف الحيوية التي يصعب إنتاجها، مثل سن الإبرة الدقيقة.
- اسرائيل
- إيران
- ضربات عسكرية
- أسعار النفط
- خام برنت
- خام غرب تكساس
- مضيق هرمز
- سلاسل الامداد
- الشحن البحري
- صناعة الدواء
- المستلزمات الطبية
- الخامات الدوائية
- التشويش الإلكتروني
- البحر الأحمر
- باب المندب
- التصعيد العسكري
- الاستيراد
- مجلس تصدير الصناعات الطبية
- غرفة صناعة الدواء
- القاهرة 24
- الأمن البحري
- النقل البحرى
- تكاليف الشحن
- التوطين الصناعي
- المخزون الاستراتيجي
- الصناعة الدوائية في مصر
- الأزمة الإقليمية