السبت 06 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

الخوص حرفة لم تندثر.. الدكتور محمد مصطفى أبوزيد: سعف النخيل تراثٌ يروي قصة الحضارة والروح

سعف النخيل
أخبار
سعف النخيل
الأحد 15/يونيو/2025 - 05:26 ص

قال الدكتور محمد مصطفى أبوزيد، مسؤول التراث الثقافي اللامادي بمتحف آثار الوادي الجديد، إن حرفة الخوص تمثل أحد أقدم وأهم أوجه التراث المصري، وتعد شاهدًا حيًا على قدرة الإنسان المصري على التكيف مع بيئته، وتسخير مواردها الطبيعية في إنتاج أدوات الحياة اليومية والفنون اليدوية ذات البعد الثقافي والروحي.

وأضاف مسؤول التراث الثقافي اللامادي بمتحف آثار الوادي الجديد، في بيان للمتحف: اللي مالوش ماضي مالوش حاضر، مثل شعبي بسيط لكنه يحمل في طياته رسالة عميقة، تذكرنا بقيمة تراثنا الثقافي، فحين نتحدث عن الخوص، فإننا لا نتحدث فقط عن حرفة يدوية، بل عن امتداد حضاري بدأ منذ آلاف السنين، حين قدس المصري القديم النخيل، وجعل منه رمزًا للعطاء والخلود".

 

سعف النخيل كان له دور مهم في الحياة اليومية والدينية للمصري القديم

وأوضح أبوزيد، أن سعف النخيل كان له دور مهم في الحياة اليومية والدينية للمصري القديم، حيث عُثر على مومياوات من عصور ما قبل الأسرات ملفوفة بحصير من السعف، كما ظهرت سلال تقديم القرابين المصنوعة من الخوص في الجداريات، فضلًا عن استخدامه في طقوس التطهير وصناعة الصنادل والحبال وحتى أسقف المقابر، مثلما تجلى ذلك في مقبرتي رع ور وبتاح حتب.

وتابع مسؤول التراث الثقافي اللامادي بمتحف آثار الوادي الجديد: "عند الأقباط، يحتل سعف النخيل مكانة خاصة، تتجلى بوضوح في طقوس أحد السعف، حيث يقوم المحتفلون بتجديل السعف في أشكال رمزية مثل الصلبان والأكاليل، ويدخلون بها إلى الكنائس وسط تراتيل وصلوات خاصة، ليحتفظوا بها بعد تباركها كمصدر للخير والبركة داخل منازلهم".

وأكد أبوزيد أن حرفة الخوص، رغم بساطتها، لا تزال حاضرة في مجتمعنا المعاصر، لاسيما في الواحات والفيوم والنوبة، حيث تُستخدم مشغولاتها كأدوات يومية وكقطع ديكور وزينة. من أبرز المنتجات: "الطبق، القادوس، المرجونة، البرش، الشادوف، الطافور، الشمسية، النشاشة، المروحة، والكوستر"، وتلقى تلك المنتجات رواجًا في الأسواق السياحية كجزء من هوية مصر الثقافية.

واختتم الدكتور محمد مصطفى أبوزيد حديثه قائلًا: "الحفاظ على هذه الحرفة مسؤولية جماعية، ويجب دعم الحرفيين وتشجيع الأجيال الجديدة على تعلمها، لأنها ليست مجرد مهنة، بل تراث متجدد يحمل روح مصر القديمة في تفاصيله الدقيقة".

تابع مواقعنا