والدي عصبي ويتطاول على والدتي ما يجعلنا أحيانا نسيء التعامل معه فما الحكم؟
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا من أحد المتابعين نصه: ما كيفية تعامل الأولاد مع أبيهم الذي يهين أمهم؟ فوالدي رجل عصبي، ودائمًا نراه يتطاول على والدتي ويسيء إليها على أقل الأسباب أمامي أنا وإخوتي جميعًا، مما يجعلنا في بعض الأحيان نسيء التعامل معه ونقصر في البر والإحسان إليه، فما الحكم في ذلك، وماذا نصنع تجاهه؟.
والدي عصبي ويتطاول على والدتي ما يجعلنا أحيانا نسيء التعامل معه فما الحكم؟
وقالت الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني: الأب له حق البر والإحسان في جميع الأحوال، ولا يسقط هذا الحق بإساءته، أو سوء تصرفاته مع الأم، وعلى الأولاد توجيه النصح إليه بالمعروف، وأن يختاروا لذلك الوقت المناسب والأسلوب اللائق، مع الدعاء له بالصلاح والهداية، وإن تعذر عليهم ذلك فيمكنهم اللجوء إلى أهل الخير والصلاح من الأقارب أو غيرهم؛ لرده عن سوء تصرفه.
وتابعت الإفتاء: من المقرر شرعًا أن الإسلام جعل الألفة والمودة والرحمة الأساس الذي تبنى عليه العلاقة بين الزوجين؛ قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الروم: 21]؛ قال الإمام البغوي في "تفسيره" (3/ 575، ط. دار إحياء التراث العربي): [جعل -أي: الحق سبحانه وتعالى- بين الزوجين المودة والرحمة، فهما يتوادان ويتراحمان وما شيء أحب إلى أحدهما من الآخر من غير رحم بينهما] اهـ.
وحثَّ الشرع الشريف الزوج بأن يحسن العشرة مع زوجته، وأن يعاشرها بالمعروف؛ لا أن يهينها أو يسيء إليها أو يؤذيها بقول أو فعل؛ قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 19]، قال الإمام القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" (5/ 97، ط. دار الكتب المصرية): [قوله تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ أي: على ما أمر الله به من حسن المعاشرة. والخطاب للجميع... ولكن المراد بهذا الأمر في الأغلب الأزواج، وهو مثل قوله تعالى: ﴿فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ﴾ [البقرة: 229]، وذلك توفية حقها من المهر والنفقة، وألا يعبس في وجهها بغير ذنب، وأن يكون منطلقًا في القول لا فظًّا ولا غليظًا ولا مظهرًا ميلًا إلى غيرها] اهـ.


