"الكلاب حنينة عليها".. مشردة في المنيا تُطعم الكلاب يوميًا وتحتمي بهم من أذى الشارع

معاناة قاسية تعيشها سيدة مشردة تُدعى كريمة، تتخذ من شوارع حي غرب، منطقة أبو عرب بمدينة المنيا مأوى لها منذ نحو 5 سنوات، بعد أن فقدت أي ملاذ آمن يمكن أن يحتويها ويوفر لها الحد الأدنى من الكرامة الإنسانية.

كريمة لا تملك مسكنًا ولا مأوى، وتُقيم في الشارع، وتواجه كريمة تحديات يومية تفوق طاقتها، من مضايقات الصغار الذين يرمونها بالحجارة، إلى آلام الكُلى، وارتفاع ضغط الدم نتيجة الجلوس لساعات طويلة تحت حرارة الشمس.
وأضافت في تصريحات خاصة للقاهرة 24: "العيال الصغيرة بيضايقوني وبيضربوني بالطوب.. ضغطي بيعلى من الحر وقعدتي تحت الشمس، والكُلى تعبانة ومش بلاقي آكل، ومش عارفة أعيش."

ورغم كل هذه الظروف، تتمسك كريمة بإنسانيتها. فعندما تحصل على القليل من الطعام، تُبادر بإطعام الكلاب الضالة التي ترافقها وتحرسها.
وتابعت: "الكلاب أحن من البني آدمين.. بيحموني لما حد يضايقني، وأنا مش باكل غير لما أطمن إنهم أكلوا."

وفي ردها على سؤال حول سبب إنفاقها المال على الكلاب بدلًا من نفسها، أوضحت كريمة خلال تصريحاتها لـ القاهرة 24:"دي حاجة خاصة بيا.. كل واحد حر في اللي بيعمله، وأنا مرتاحة كده."

استغاثة إنسانية:
واختتمت كريمة حديثها بنداء إلى الجهات المعنية، تطلب فيه صرف معاش بسيط يساعدها على مواصلة الحياة، وتوفير شقة تؤويها وتخفف عنها معاناة الشارع:
"نفسي في معاش أعيش منه، وشقة أرتاح فيها من التعب ده كله."

قصة كريمة تفتح ملفًا إنسانيًا جديدًا حول معاناة المشردين في الشوارع، وتدق ناقوس الخطر حول فئات مهمَّشة لا يراها أحد.. لكنها ترى وتُحس وتُحب، ربما أكثر من الكثيرين.