لماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية؟.. مَن حدد محرم كبداية؟ | القصة كاملة
لماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية؟.. سؤال راود الكثيرين ممن لا يعرفون أسس وضع التقويم الهجري، وكيف كان العرب قبله يؤرخون أحداثهم وأيامهم، وكذلك من وضع هذا التاريخ الهجري؟.
ويأتي التساؤل عن لماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية، وخاصة من شهر محرم، هو من الأمور التي يجب أن يعرفها كل مسلم لأن هذا التقويم هو تقويم إسلامي أصيل وقد ذكر الله تعالى شهوره في القرآن الكريم، وعبر القاهرة 24 نتناول أصل التقويم الإسلامي ولماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية؟.
لماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية؟
يعد التساؤل حول لماذا بدأ التقويم الهجري من الهجرة النبوية؟ من أساسيات التاريخ الإسلامي، ومن عظمة الحدث نحتفل به كل عام كما قالت دار الإفتاء المصرية، إذ بينت أن العرب أول الأمر كانت تؤرخ بعام الفيل، وهو عام مولده صلى الله عليه وآله وسلم، ولم يزل التاريخ كذلك في عهد سيِّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلَّم، وعهد أبي بكر، رضي الله عنه، إلى أن وَلِي عمر بن الخطَّاب رضي الله عنه، فجمع الصحابة واتفقوا رضي الله عنهم على الهجرة بداية للتقويم الإسلامي.
من جهته، كشف الشيخ أحمد الصباغ أحد علماء الأزهر الشريف، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن مفاجئًا أو متفاجئًا بالهجرة، بل كان يعرف أنه سيهاجر بدليل أنه كان ينتظر الإذن.
وأوضح: عندما نزل النبي صلى الله عليه وسلم بأرض ذات نخل - وهي المدينة المنورة - سأله أحدهم: تدري أين صليت؟ فأجاب النبي أن جبريل عليه السلام قال له إنها طيبة وإليها هاجر بإذن الله، وقد هاجر النبي بعدها بسنة.
مَن وضع التاريخ الهجري؟
وأضاف أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه هو من وضع التاريخ الهجري، ففي الأصل لم يكن هناك شيء اسمه تقويم هجري أو تاريخ منظم، وقد كان العرب في الجاهلية يؤرخون بالأحداث العظام، فيقولون مثلًا: "ولد الرسول في عام الفيل" أو "عام بعاث" الذي كان قبل البعثة بسنوات.
فعن ميمون بن مهران قال: رفع إلى عمر رضي الله عنه صَكٌّ محله في شعبان، فقال: أيُّ شعبان؛ الذي هو آت، أو الذي نحن فيه؟ ثم قال لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "ضعوا للناس شيئًا يعرفونه"، فقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الروم"، فقيل: "إنهم يكتبون من عهد ذي القرنين؛ فهذا يطول"، وقال بعضهم: "اكتبوا على تأريخ الفرس". فقيل: "إن الفرس كلما قام ملك طرح ما كان قبله"، فاجتمع رأيهم على أن ينظروا كم أقام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالمدينة، فوجدوه عشر سنين، فكتب التأريخ من هجرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
متى بدأ التاريخ الهجري ولماذا؟
أجاب الصباغ أيضًا عن سؤال متى بدأ التاريخ الهجري ولماذا؟، ففي عهد سيدنا عمر قال له أحدهم: "سأعطيك المال في يوم كذا"، فقال عمر: "يوم كذا في أي شهر؟ السنة الماضية أم هذه السنة أم القادمة؟"، فجلس أحدهم بجانب سيدنا عمر وقال له: "يا عمر، نحن في فارس كنا نؤرخ"، فسأله عمر عن المعنى. شرح له أنهم يقولون: "شهر كذا، يوم كذا، في سنة كذا" - وهو ما نسميه التاريخ.
استكمل الصباغ: أعجب سيدنا عمر بالفكرة وجمع الصحابة وقال لهم: "نريد أن نعمل تقويم خاص بنا كمسلمين"، وكانت الشهور موجودة بأسمائها الاثني عشر المعروفة، فبحث الصحابة عن حادثة مهمة ليؤرخوا بها، مثل ميلاد سيدنا المسيح في التقويم الميلادي. اقترح البعض البعثة، وآخرون ميلاد النبي، لكنهم وجدوا أنه لا يوجد أهم وأخطر من الهجرة النبوية، فاختاروا الهجرة لأنها ليست سهلة - فترك مسقط الرأس والأهل والأولاد والأرض والمزرعة والذهاب لمكان بعيد تمامًا هو أصعب شيء على النفس.
وبحسب الصباغ، حدث هذا الأمر بعد الهجرة بحوالي 15-16 سنة، ولم يكن هناك تقويم قبل ذلك، حيث بدأوا من السنة 16 هجرية ثم رجعوا وعدوا السنوات الماضية، فاتفقوا على أن يبدأ العام الهجري الجديد بعد رجوع الناس من الحج.
كيف كان التقويم قبل الهجرة؟
أوضح الصباغ أن التقويم قبل الهجرة كان موجودًا بأسماء الشهور الهجرية المعروفة الآن ولكن كانت تدور بدون ترتيب ثابت، حتى في عهد النبي عليه الصلاة والسلام، فقد كانت الشهور موجودة لكن بدون أرقام واضحة - لا رقم 1 لمحرم ولا رقم 12 لذي الحجة.
وتابع: كانت تدور مثل العجلة دون معرفة أي سنة هذه أو أي شهر رقم كم، رغم أن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرًا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرم، لكن بدون الترتيب الحالي.
وأوضح أن المسلمين بدأوا بالهجرة قبل النبي عليه الصلاة والسلام، عندما قال لهم: "اذهبوا إلى الحبشة" في الهجرة الأولى، حيث يوجد ملك عادل، ثم هاجر من بعدهم الرسول إلى الطائف.
وكانت الهجرة النبوية الأخيرة إلى المدينة التي كان اسمها "يثرب" وأصبح اسمها "المدينة"، هذه الهجرة الأخيرة هي التي ذكرت في القرآن، وهي التي عليها التقويم الهجري.
وأشار إلى أن التقويم الميلادي والقبطي مربوطان بالشمس، لذلك هما ثابتان في الفصول الأربعة - الصيف صيف والشتاء شتاء، أما التقويم الهجري فمربوط بالقمر، لذلك تجد رمضان والحج يأتيان مرة في الشتاء ومرة في الصيف. وكما قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: "أراد الله أن رمضان لا يبقى ثابتًا في مكان معين ولا الحج، ليدور على كل شهور السنة".
لماذا بدأ التاريخ الهجري بمحرم؟
وحول لماذا بدأ التاريخ الهجري بمحرم؟، أكدت دار الإفتاء المصرية، إن هجرته صلى الله عليه وآله وسلم كانت في ربيع الأول، وكان العزم عليها والاستعداد لها في شهر المحرم، ولهذا كانت بداية العام به، وكذا الاحتفال بها يكون في شهر المحرم، فيكون الاحتفال بها بمعنى الهجرة لا بخصوص يومها.


