الطبيب الشرعي في التحقيقات: وفاة لاعب الكاراتيه سببها غياب طبيب بشري مدرب.. والإسعافات افتقرت للتشخيص السليم│ خاص
يواصل القاهرة 24 نشر التحقيقات في وفاة يوسف أحمد لاعب الكاراتيه، في القضية رقم 1642 لسنة 2024.
وفاة يوسف أحمد لاعب الكاراتيه
وأمام جهات التحقيق، قال الطبيب الشرعي الدكتور محمود صلاح جبر في أقواله، إن وفاة المجني عليه يوسف أحمد مصطفى، أحد المشاركين في بطولة الكاراتيه، جاءت نتيجة تقصير واضح من القائمين على تنظيم البطولة، وفي مقدمتهم اللجنة الطبية، موضحًا أن الإجراءات الطبية التي كانت مفترض تُتخذ لإنقاذه لم تُنفذ بالشكل المطلوب.
وأضاف الطبيب الشرعي، في أقواله أمام جهات التحقيق أن هناك تقصيرًا بالغًا في تجهيزات البطولة من الناحية الطبية، تمثل في عدم وجود ما يفيد بإجراء كشف طبي سليم وكامل على المشاركين قبل بدء المنافسات، إلى جانب ترك التعامل مع الحالات الطارئة لأشخاص غير مؤهلين، وهم طلاب امتياز من كلية العلاج الطبيعي أو في حكمهم، وليسوا أطباء بشريين مدربين.
وأوضح في التحقيقات، أنه حتى في أسوأ الظروف، كان يجب وجود طبيب مدرب متخصص في الحالات الحرجة والعناية المركزة يكون مؤهلًا لتشخيص الحالات الطارئة والتعامل معها فورًا، خاصة في ظل الطبيعة العنيفة لرياضة الكاراتيه التي قد تتسبب في إصابات جسيمة تستدعي تدخلًا سريعًا.
وأشار إلى أن القائمين على اللجنة الطبية لم يجروا مقابلات شخصية مع الأشخاص المرشحين للعمل في البطولة، لاختبار مدى قدرتهم وأهليتهم للتعامل مع حالات الطوارئ، واكتفوا بترشيح زملاء دون التأكد من مؤهلاتهم وخبراتهم.
وأكد الطبيب الشرعي أن الإسعافات الأولية التي قُدمت للمجني عليه افتقرت إلى التشخيص الصحيح، وأن الشخص الوحيد القادر على اكتشاف حالته بشكل سليم ومنع تدهورها كان يجب أن يكون طبيبًا بشريًا مدربًا.
كما شدد على أن رئيسة اللجنة الطبية الدكتورة س.س، لم تتخذ الاحتياطات الواجبة التي كان من شأنها أن تحول دون وفاة المجني عليه، إذ اكتفت بتوفير طلاب امتياز لا يمتلكون أي دراية بالتعامل مع الإصابات الحرجة، سواء من الناحية الطبية أو حتى من ناحية الإنعاش القلبي باستخدام جهاز الصدمات أو ما يعادله.
واستطرد أمام جهات التحقيق قائلًا: ده إخلال جسيم يخالف القوانين واللوائح المنظمة، اللي بتلزم المسئول بتوفير طبيب بشري وليس طالب امتياز، خصوصًا وإن رياضة الكاراتيه من ألعاب القوى اللي ممكن اللاعب يتعرض فيها لإصابة قاتلة زي اللي حصلت فعلًا للمجني عليه يوسف أحمد مصطفى.
ولدى سؤاله عن العلاقة بين خطأ اللجنة الطبية والوفاة، أجاب الدكتور جبر أن ما قامت به رئيسة اللجنة الطبية من الإهمال في توفير طبيب بشري مدرب، أدى إلى خطأ في تشخيص حالة المجني عليه، تسبب في تفاقم حالته وانتهى بوفاته، مؤكدًا أن العلاقة السببية قائمة وواضحة بين غياب الطبيب وتأخر الإنقاذ.
وتابع: لو كان موجود طبيب بشري وقت سقوط المجني عليه، كان هيشخص حالته بطريقة سليمة، ويتخذ الخطوات الطبية اللازمة فورًا، وكان من الممكن جدًا إنقاذه ومنع تدهور حالته القلبية أو حتى إنعاشه لو توقف قلبه.
وأردف أن الإصابة التي تعرض لها المجني عليه أدت إلى وفاته نتيجة الإهمال الطبي، مؤكدًا أن حتى إذا كان اللاعب يعاني من تاريخ مرضي، فإن ذلك لا ينفي العلاقة السببية بين الخطأ الواقع من اللجنة الطبية وبين الوفاة، لأن الإجراءات الطبية الواجب اتباعها في مثل هذه الحالات لا تتغير سواء كان المصاب مريضًا مسبقًا أو لا.
واستكمل الطبيب جبر حديثه قائلًا: لو كان تم إنقاذه بالطريقة الصحيحة، كانت حياته ممكن تنجو، لكن اللي حصل يعتبر خطأ طبي جسيم، وسوء تنظيم لا يليق ببطولة رياضية، خاصة لما تكون على مستوى رسمي.


