أمل جديد في المعركة ضد المرض الخبيث.. اختبار دم يكشف السرطان قبل ظهوره بثلاث سنوات
في إنجاز طبي يفتح آفاقًا واعدة لمكافحة مرض السرطان، تمكن فريق من الباحثين في جامعة جونز هوبكنز الأمريكية من تطوير اختبار دم متطور يمكنه الكشف عن علامات مبكرة للسرطان، قبل ظهور الأعراض بثلاث سنوات كاملة، وفقًا لما نُشر يوم 17 يونيو 2025.
اختبار دم ثوري يكشف السرطان قبل ظهوره بثلاث سنوات
الاختبار الجديد الذي يعمل بتقنية MCED، يعتمد على تحليل شظايا دقيقة من الحمض النووي المتحور تتسرب من الأورام إلى مجرى الدم، ما يسمح بتحديد وجود السرطان في مراحل غاية في البداية.
وقال الدكتور يوكسوان وانج، أستاذ مساعد في علم الأورام والمشارك الرئيسي في الدراسة، إن "التشخيص المبكر بثلاث سنوات يعني وقتًا ثمينًا للتدخل، ويزيد من احتمالية الشفاء الكامل لأن الأورام تكون في مراحلها الأولية.
وشملت الدراسة تحليل عينات دم لـ52 شخصًا شاركوا سابقًا في دراسة صحية حول القلب، تبيّن لاحقًا أن نصفهم أُصيبوا بالسرطان في غضون ستة أشهر من تبرعهم بالدم.
ومن بين هؤلاء، استطاع اختبار MCED اكتشاف مؤشرات الإصابة لدى 8 أشخاص، ومن المذهل أن 4 من هؤلاء كانت لديهم عينات قديمة أظهرت وجود علامات سرطانية تعود لأكثر من ثلاث سنوات قبل تشخيصهم رسميًا.
هل هو بديل للفحوصات التقليدية؟
حتى الآن، لم تحصل اختبارات MCED على اعتماد شامل من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) للاستخدام الواسع، لكنها متاحة في بعض الحالات ضمن نطاق الاختبارات المعملية المتقدمة.
ورغم النجاح المبكر للاختبار، إلا أن 5 من المرضى الذين تم اكتشاف إصابتهم بالسرطان من خلال MCED توفوا لاحقًا بسبب تقدم المرض قبل تلقي العلاج المناسب، مما يبرز أهمية الربط بين الكشف المبكر وخطط المتابعة الفعالة.
مستقبل واعد للطب الوقائي
تشير التقديرات إلى أن عام 2025 سيشهد أكثر من مليوني إصابة جديدة بالسرطان في الولايات المتحدة، مع توقع وفاة أكثر من 618 ألف شخص، أي نحو 1700 وفاة يوميًا، بحسب بيانات الجمعية الأمريكية للسرطان.
وهذا النوع من الفحوصات المتقدمة يُبشّر بثورة في الطب الوقائي، خصوصًا في سرطانات مثل القولون والبنكرياس، التي غالبًا ما يُكتشف وجودها في مراحل متأخرة يصعب علاج.


