بطلة مغمورة أصبحت حديث العالم.. مادلين كُلاب صيادة فلسطينية وراء تسمية قارب كسر الحصار مادلين: الصيد اختارني | خاص
مادلين كُلاب صيادة فلسطينية، تبحث عن رزقها يوميًا بمياه غزة، تحت نيران القصف الإسرائيلي القائم لسنوات عديدة، ظلت مادلين تعمل على قاربها البسيط، وهي تعلم أنها الصيادة الوحيدة بغزة، التي تمهتن تلك المهنة مهنة الرجال، عوضا عن والدها المريض، فأصبحت صنارتها المغمورة وقاربها البسيط محط أنظار العالم كله، بعد تسمية السفينة العالمية باسمها لفك الحصار الواقع على أهالي غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
مادلين كلمة السر وراء سفينة مادلين
مادلين تخرج صباحًا على قاربها الصغير بحثًا عن خير بحر غزة، منذ عامها السادس برفقة والدها، إلى أن مرض وأصبحت هي العائل الأساسي لأسرتها في سن الـ 13عامًا، فامتهنت تلك المهنة الشاقة مصدر رزقها الوحيد.
تقول مادلين لـ القاهرة 24: لم أختر مهنة الصيد، بل هي من اختارتني منذ نعومة أظافري، فهي طوق النجاة الوحيد لنا خلال الاحتلال الإسرائيلي.
أنا عايشة بغزة وعمري ما طلعت من غزة، ومعرفش أي حد من السفينة، هما اللي كلموني عشان يعرفوني إنها باسمي عشان أنا الصيادة الوحيدة في فلسطين، مادلين تروي كواليس تسمية السفينة العالمية باسمها.
فخر ليَّ السفينة على اسمي
تواصل أصدقاء مادلين من كندا معها، وأبلغوها بفكرة السفينة لفك الحصار القائم من الاحتلال الإسرائيلي على أهل غزة، وعقبت مادلين: فخر كبير ليَّ إن السفينة دي على اسمي.
كانت مادلين تتابع أخبار السفينة عن كثب، وهي تنتظرها وصولها غزة لفك الحصار عليهم، فكانت مملوءة بالمواد الغذائية، تحمل أشخاص مسالمين، تجمعوا من دول عدة على هدف واحد فك الحصار على موطني غزة العزل.
أردفت مادلين: كنت عارفة إن السفينة مش هتمر بسبب الحرب، بس كان عندي أمل أنها تعدي وتفك الحصار علينا شوية.
عقبات الاحتلال أمام مادلين
لم يكن امتهان مادلين مهنة الصيد سهلًا عليها، وبالأخص امتهانها تحت قيود الاحتلال الإسرائيلي، إذ واجهت العديد من الصعوبات من المجتمع ذاته، فضلًا عن الاحتلال الذي كان يصادر شباكها وقاربها دائمًا، لعرقلة عملها ومصدر رزقها الوحيد.
لم تتواصل مادلين بشكل دائم مع أفراد السفينة، بل تواصلت في اليوم الأخير لها بالبحر مع أحد أعضاء الفريق حتى انقطعت كافة الاتصالات عنهم.
مادلين كٌلاب: نفسي أعيش في سلام
واختتمت مادلين حديثها، قائلة: أنا بشتغل طول عمري في البحر، وفي الصيد مليش أي مشاكل مع حد، بجري ورا رزق ولادي، نفسي أعيش في سلام وأمان وتتحرر فلسطين، ونبدأ من جديد، كل حاجة مننا راحت نرجعها من تاني.
وفي سياق آخر، سيطر الجيش الإسرائيلي المحتل في الـ 9 من يونيو على سفينة مادلين، بعد قضائها عدة أيام في البحار بهدف الوصول إلى غزة وفك الحصار على أهلها، وتم اعتقال 12 فردًا كل طاقمها ومن ثم ترحليهم إلى بلادهم، دون إتمام مهمتهم، فيما سحبت البحرية الإسرائيلية السفينة إلى ميناء أسدود، وأُغلق الستار على محاولات فريق سفينة مادلين.


