الجمعة 05 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

طهران ليست مسلسلًا دراميًا !!

الأربعاء 18/يونيو/2025 - 08:18 م

جذبني منذ عامين الإعلان الدعائي لمسلسل Tehran للمخرج الروسي دانيال سيركين وهو من إنتاج إسرائيلي إنجليزي أمريكي يوناني مشترك، والذي يعرض حصريا على منصة Apple TV، وقررت أن أشاهد أولى حلقاته، ودون مبالغة!! انهيت الجزأين المكونين من أربعة وعشرين حلقة في أربعة أيام!!

دراما تشويقية مليئة بالأحداث والحركة من خلال عميلة للموساد - Niv Sultan - التي تستطيع دخول طهران بحيلة ذكية وتنغمس بذكاء مخطط مسبقًا وسط المجتمع الإيراني منفذة عدة مهام وصلت لاغتيال قائد الحرس الثوري !! الغريب حقا أنه على الرغم من أن هذا المسلسل إنتاج إسرائيلي، لكن معظم مشاهده قد تم تصويرها في طهران العاصمة الإيرانية !! وما هو أغرب إن هناك ممثلين إيرانيين يشاركون في بطولة الأحداث في تطبيع فني فريد من نوعه !!  

دعونا نقول إن هذا المسلسل قد صَّور اختراقًا استخباراتيًا من الطراز الأول، لدرجة جعلتني في كثير من الأحيان أشعر بالمبالغة الشديدة، واستشعر أن هناك تضخيما وتهويلا وتعظيما للدور الإسرائيلي ولأداء جهاز استخباراتها الموساد، كما أنه من وجهة نظري في لحظات المُشاهدة شعرت أنهم قد بالغوا في استعراض مهارات البطلة عميلة الموساد، سواء على صعيد الحركة أو على صعيد التدريب والذكاء وردود الأفعال، لا أنكر أنني استمتعت بالحبكة ولا أنكر أيضًا أنهم استطاعوا بدهاء شديد وفي صورة من صور الاستغلال الجيد للقوة الناعمة وروافدها، أن يحَّسنوا من صورة الكيان الصهيوني ويتسللوا داخله.

مَرَّ ما يقرب من عامين على مشاهدتي لمسلسل Tehran ولا زلت أتذكر صورًا ومشاهد منه، وما أنعش ذاكرتي أكثر وجعلني أتذكره كاملا، هو ما شاهدته عبر قنوات الأخبار مؤخرًا في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل !! نعم لقد أنعشت هذه الحرب ذاكرتي وجعلتني أعترف أنني كنت على خطأ حينما تصورت أن أحداث المسلسل بها قدر كبير من المبالغة !! لقد كشفت الأيام الأولى  للحرب عن الدور البارز للاستخبارات الإسرائيلية، وهو الأمر الذي جعلهم وبسهولة شديدة؛ ينجحون في تصفية قيادات كبرى بالجيش الإيراني ومجموعة من علمائهم، من ضمنهم القائد العام للحرس الثوري، ورئيس قسم الفيزياء في جامعة الإمام الحُسين، ورئيس هيئة الأركان العامة للجيش، وأستاذًا بارزًا في الهندسة النووية وقائد مقر خاتم الأنبياء العسكري، هذا على سبيل المثال وليس الحصر !! وعن وقاحة التصريحات الأخيرة التي تؤكد أن مسألة اغتيال خامنئي مسألة لا تشغلهم وهي مؤجلة إلى الآن !! 

حرب أثبتت أن الموساد استطاع اختراق إيران تماما وأن الأمر لا يخلو من الخيانة الداخلية التي ساهمت بدور كبير في إسقاط إيران ببراثن عدوها.

اللهم احفظ الجميع من أعداء الداخل الذين يبيعون الأوطان بأبخس الأثمان، ويمكنون العدو من السيطرة الكاملة على زمام الأمور لتصبح النتائج وخيمة ومخيبة للآمال.

تابع مواقعنا