خان العِشرة.. مقتل شاب استدرجه صديقه من سوهاج ودفنه في مخزن بالقاهرة
في قلب العاصمة القاهرة، وداخل مخزن مهجور لتجميع الخردة، وقعت واحدة من أبشع جرائم الغدر والخيانة، جريمة عنوانها "خان العِشرة"، وبطلها شاب تجرد من كل مشاعر الإنسانية، وأنهى حياة أقرب أصدقائه، بعدما استدرجه باتصال هاتفي، ودفنه سرًا تحت التراب.
الضحية يُدعى دياب سيف، يبلغ من العمر 17 عامًا، شاب بسيط من إحدى قرى مركز طما بمحافظة سوهاج، وحيد والديه، ولا يملك من الأشقاء سوى شقيقة واحدة.
جاء إلى القاهرة باحثا عن لقمة عيش شريفة، فعمل في تجارة الخردة إلى جانب صديقه، الذي تقاسم معه أيام من المودة والعمل والعيش المشترك.
عاش دياب وصديقه كالأخوين؛ يأكلان سويًا، ويعملان جنبًا إلى جنب، ويتقاسمان الأعباء والهموم، لكن ما لم يكن في الحسبان، أن تكون نهاية حياته على يد من منحه الثقة والأمان والطمأنينة.
بدأت خيوط الجريمة على حد قول الأسرة عندما تلقى دياب مكالمة من صديقه يطلب منه الحضور الى القاهرة، لم يتردد لحظة، لبّى الدعوة بثقة تامة، غير مدرك أنه في طريقه إلى نهاية مأساوية، وما إن دخل المخزن حتى باغته الجاني بضربة قوية على الرأس، كانت كفيلة بإنهاء حياته في لحظة غدر لا توصف.
ووفقًا لرواية الأسرة، كانت الجريمة مخططة بعناية، إذ أقدم المتهم على دفن صديقه أسفل التراب داخل المخزن، محاولًا إخفاء آثار الجريمة، ثم غادر المكان بهدوء وبرود، وكأن شيئًا لم يحدث، معتقدًا أن جريمته ستظل طي الكتمان، وانتهى الامر وأسدل الستار على فعلته.
مع مرور الساعات دون أي تواصل من دياب، بدأ القلق والديه يتصاعد ، لم يعتاد الشاب على الغياب أو تجاهل الاتصالات بوالديه، فبدأت الأسرة في رحلة البحث عنه، سافر زوج شقيقته، الذي يعمل أيضًا في نفس المجال بمنطقة المرج، إلى القاهرة للبحث عنه.
تنقّل زوج شقيقته بين المستشفيات وأقسام الشرطة دون جدوى، لكن عند زيارته المخزن الخاص بجمع الخردة، لاحظ أن الأرض غير طبيعية، وكأن شيئًا مدفون أسفلها، لم يتردد، وبدأ الحفر ليتفاجأ بأبشع منظر يمكن أن يراه في حياته، جثة دياب مدفونة أسفل التراب.
تم إخطار الشرطة على الفور، وبحضور الجهات المختصة، جرى نقل الجثة إلى مستشفى الخانكة تحت تصرف النيابة العامة، والتي كشفت في تقريرها المبدئي أن سبب الوفاة هو ضربة شديدة على الرأس.
بدأ رجال الشرطة تتبع خيوط الجريمة، وكانت كاميرات المراقبة أول الدلائل، حيث أظهرت دخول الضحية دياب برفقة صديقه المتهم إلى المخزن، بينما خرج الأخير بمفرده، هذه اللقطة كانت المفتاح لفك لغز الجريمة، وخلال ساعات قليلة، تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على المتهم، ومواجهته بالأدلة.
قال وليد أحد جيران الضحية إن دياب كان شابًا طيبا، محبوبا بين الجميع، معروفًا بأخلاقه وسعيه على رزقه، وأنه وحيد والديه، لا يملك إلا شقيقته، وفقد والدته العام الماضي، وكان على مقربة من الجميع بفضل حسن خلقة الذي رزقة له الله.
وطالب والد المجني عليه والأسرة المكلومة بالقصاص العادل، والإعدام لقاتل نجلهم، وأن دم ابنهم لن يضيع، والخائن يجب أن يُحاسب أمام القانون ليكون عبرة لكل من باع العِشرة وتخلّى عن الإنسانية.


