لماذا أرجأ ترامب قرار توجيه ضربة عسكرية لإيران؟ تقارير أمريكية توضح
ذكرت تقارير أمريكية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أرجأ اتخاذ قرار بشأن توجيه ضربة عسكرية لإيران، رغم التقديرات التي أشارت إلى أن العملية باتت وشيكة، كما فاجأ إعلان المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، أن الرئيس سيتخذ قراره خلال الأسبوعين المقبلين، الكثيرين، خاصة في ظل التصريحات التي أفادت بقرب تنفيذ الهجوم.
الحرب بين إسرائيل وإيران
كشفت صحيفة نيويورك بوست أن التردد في اتخاذ القرار نابع من مخاوف طُرحت خلال مناقشات رفيعة المستوى أجراها الرئيس، وعلى رأسها الخشية من تكرار سيناريو ليبيا التي دخلت في حالة من الفوضى بعد سقوط الزعيم معمر القذافي، إلى جانب القلق من احتمال صعود قيادة إيرانية أكثر تطرفًا من المرشد الحالي علي خامنئي.
وثلاثة مصادر مطلعة أفادت للصحيفة أن ترامب أعاد مرارًا وتكرارًا التذكير بما حدث في ليبيا عام 2011، حين انهارت الدولة الغنية بالنفط عقب تدخل الولايات المتحدة بقيادة الرئيس باراك أوباما بالتعاون مع حلف الناتو لإسقاط القذافي الذي حكم البلاد لأكثر من ثلاثة عقود، وأكد مصدر آخر أن الرئيس لا يريد لإيران أن تتحول إلى ليبيا جديدة.
كما أشار ترامب، بحسب الصحيفة، إلى دروس أخرى من الماضي، مثل التدخل الأمريكي في العراق الذي أدى إلى إسقاط صدام حسين وما تبعه من فوضى وانخراط طويل الأمد للجيش الأمريكي هناك، بالإضافة إلى الانسحاب الفاشل من أفغانستان في عام 2021 الذي مهد الطريق لعودة حركة طالبان إلى السلطة.
مصدر مطلع على مداولات الإدارة الأمريكية أوضح أن ترامب يعتبر أن هناك سببين رئيسيين للتردد في مهاجمة إيران: الأول هو الفوضى التي أعقبت إسقاط نظام القذافي، والثاني أن التدخل في ليبيا أدى إلى تعقيد فرص التفاوض مع كوريا الشمالية وإيران لاحقًا.
وفي حال قرر ترامب في نهاية المطاف تنفيذ هجوم ضد إيران، ترجّح المصادر أن يميل إلى خيار ضربات جوية محدودة تهدف إلى تدمير منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات لا تستطيع الطائرات الإسرائيلية حملها.
وبحسب المصدر، فإن الهجوم المحدود سيُقدَّم على أنه لا يستهدف إسقاط النظام الإيراني، مما يتيح للرئيس إمكانية تسويقه أمام الرأي العام الأمريكي، ومع ذلك، لا يُستبعد أن يؤدي إلى انهيار النظام الإيراني، وهو ما لن يتحمل ترامب مسؤوليته، لأنه ليس الهدف المعلن للهجوم، وتبقى هناك خشية قائمة من أن يُخلف خامنئي زعيمًا أكثر تشددًا.


