انهيار منظومة الإنقاذ على شاطئ بورسعيد يهدد حياة المواطنين.. والمنقذون: نحمل أرواح الناس على أكتافنا بلا أدوات أو دعم
في الوقت الذي تستقبل فيه شواطئ محافظة بورسعيد عشرات الآلاف من المواطنين يوميًا هربًا من حرارة الجو، رصد القاهرة 24 وجود عدد قليل من المنقذين على الشاطئ شبه عُزّل، يواجهون الخطر بأجسادهم، ويتحملون مسؤولية أرواح الغرقى بلا معدات ولا إمكانيات، فقط بضميرهم الحي وإصرارهم على أداء واجبهم رغم تجاهل المنظومة لهم، كما تم رصد الأبراج المتهالكة دون منقذ أو علم.
25 منقذًا فقط لـ 9 كيلومترات و5 أحياء
يتوزع 25 منقذًا فقط على امتداد شاطئ بورسعيد بطول 9 كيلومترات، ما بين الشرق والغرب وحي الضواحي والعرب والمناخ، رغم أن الأعداد التي تتوافد على الشاطئ يوميًا تصل إلى عشرات الآلاف، خاصة في الإجازات والمواسم، ما يجعل مهمة متابعة المصطافين ورصد من يتعرض للغرق أمرًا أشبه بالمستحيل.
يقول أحد المنقذين: إحنا بنتواجد 10 ساعات تحت الشمس، مسؤولين عن حياة الناس، بنشيل الغرقى، ومفيش أي تقدير أو إمكانيات تساعدنا نؤدي شغلنا بسلام، ويوافقه الرأي آخر: مفيش مواصلات، وبنصرف من جيبنا، ومفيش حتى تيشرت يميزنا أو صفارة نحذر بها المصطافين لما يعدوا الخط الآمن.
أبراج متهالكة.. وغياب معدات الإنقاذ
لم تتوقف الشكاوى عند ضعف الأعداد وسوء التنظيم، بل امتدت إلى غياب البنية الأساسية لمنظومة الإنقاذ، يقول منقذ ثالث: الأبراج متهالكة، مش عارفين نطلعها، ولو طلعنا مش بنشوف منها البحر كويس، ومفيش أعلام نرفعها تحذر الناس من حالة البحر، ومفيش أدوات زي البورد أو العوامة أو حتى موتور مائي نقدر نتحرك به بسرعة لإنقاذ غريق بعيد عننا.
وواصل: كتير مننا بيجيب تيشرت قديم من نفسه، أو بيلبس أي حاجة تميزه عشان الناس تعرف إن ده منقذ، بس في الزحمة مين هيفرق.
المرتب لا يكفي.. ولا إجازات
رغم طبيعة العمل الشاقة والخطيرة، لا يحصل المنقذ إلا على راتب لا يتجاوز 4500 جنيه شهريًا، دون مواصلات، دون بدل خطر، دون إجازات، ودون حتى تغطية تأمينية كافية تضمن له الحد الأدنى من الأمان حال تعرضه لإصابة، يقول أحدهم: ضعف الأعداد راجع لعدم عدالة المرتب ولو المرتبات زادت هنبقي كتير والدنيا هتتظبط.
رسالة إلى المسؤولين
وجه المنقذون استغاثة عاجلة إلى المسؤولين بمحافظة بورسعيد، واللواء محب حبشي محافظ بورسعيد، بسرعة التدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتحول الشاطئ من مصدر للبهجة إلى ساحة مآسٍ، مطالبين بتوفير، مرتب عادل، وزي موحد رسمي مميز لكل منقذ، وصفارات وأدوات تنبيه، وأعلام تحذيرية تحدد حالة البحر، وترميم وتجهيز أبراج المراقبة، وأدوات إنقاذ خفيفة -بورد وعوامات- وثقيلة -موتسيكل مائي- وزيادة عدد المنقذين بما يتناسب مع طول الشاطئ، تحسين الرواتب وتوفير وسيلة انتقال أو بدل مواصلات وتغطية تأمينية لائقة وضمان أيام راحة دورية.
واختتم أحدهم حديثه قائلًا: كلنا بنحب شغلنا، بس محتاجين نشتغل وسط منظومة محترمة، مش كفاية إن أرواح الناس في رقبتنا، عايزين نعرف نحافظ عليها."، مستكملًا: استمرار الأوضاع كما هي يهدد بزيادة أعداد الغرقي وتجهل أعداد الموتي كثيرون خلال الموسم الحالي.
ورفض المنقذون ذكر أسمائهم خوفا من قطع ارزاقهم، وأكدوا أن حديثهم يأتي لتحقيق الصالح العالم، ومن خوفهم على حياة المصطافين، مؤكدين أن فشل الموسم الصيفي وزيادة أعداد الغرقى خطر قادم يحذرون منه.


