مستقبل تخصيب اليورانيوم.. كلمة السر في استمرار حرب الغرب وإسرائيل ضد إيران
لسنوات طويلة، دارت مفاوضات بين الدول الغربية وإيران بشأن البرنامج النووي الإيراني، تحت أعين إسرائيل التي كانت تراقب دائما وتنتظر اللحظة لمهاجمة إيران في ظل الفشل الدائم في التوصل لاتفاق بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي، على الرغم من اتفاق 2015 بين واشنطن وطهران والذي انسحب منه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الرئاسية الأولى.
وتكمن كلمة السر في المفاوضات القديمة الجديدة حول مدى إمكانية إيران تخصيب اليورانيوم اللازم لبناء قنابل نووية وخروج مشروعها النووي للنور، والمفارقة الآن تكمن في أن اتفاق 2015 بين طهران وواسنطن كان يبقي تخصيب إيران لليورانيوم في حدود معينة بنسبة 3.67% فقط، ولكن في 2025 تطالب واشنطن والدول الأوربية وإسرائيل بتجريد طهران من هذا الحق بشكل كامل، لأن امتلاك إيران لمخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يثير قلقهم، لأنه قريبا من المستوى اللازمة لإنتاج الأسلحة النووية.
تخصيب اليورانيوم يحكم مستقبل الصراع
وفي آخر التطورات حول ملف تخصيب اليورانيوم، عُقدت اليوم الجمعة، المحادثات بين وزراء خارجية إيران ودول الترويكا الأوروبية (بريطانيا، فرنسا، ألمانيا) ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بشأن القضية النووية في جنيف.
وكشف وزير خارجية فرنسا جان نويل بارو، في مؤتمر صحفي، ما جرى في اللقاء، قائلا: اتفقنا على تخفيض تخصيب اليورانيوم من جانب إيران، والمحادثات الأوروبية الإيرانية ستخفف التوتر بين إيران وإسرائيل، ونأمل في حل الصراع بين إيران وإسرائيل في أسرع وقت، ونتوقع من إيران انفتاحا على النقاش بما في ذلك مع واشنطن للتوصل إلى حل تفاوضي للأزمة.
في نفس التوقيت تقريبا، تحدث المسؤول بالرئاسة الإيرانية، ماجد فرحاني لشبكة CNN، مؤكدا أن إيران لن تقبل وقف التخصيب النووي، الذي تصر طهران على أنه لأغراض سلمية، لكنه أضاف أن التنازلات ممكنةن قائلا: ربما يمكن خفض معدله، لكننا لن نوقفه.
وهنا تؤكد تصريحات وزير خارجية فرنسا، والرئاسة الإيرانية أن تخصيب اليورانيوم، هو القضية الفعلية التي ستحكم مدى تطور عداء الغرب وإسرائيل تجاه إيران في المستقبل، فبينما يتمسك الغرب بوقف تخصيب طهران لـ اليورانيوم، تؤكد إيران مجددا أنها لن تتخلى عن ذلك.
وتزايدات الدعوات الدعوات الأمريكية الأوروبية والإسرائيلية لحظر تخصيب إيران لـ اليورانيوم، بينما تقول إيران إنها بحاجة إلى اليورانيوم المخصب للأغراض السلمية.
مرونة إيرانية.. وتعنت أمريكا وإسرئيل
تحولت مسألة تخصيب اليورانيوم إلى محور الخلاف بين إيران والولايات المتحدة خلال المحادثات النووية، وهو خلاف مازال مستمرا رغم خمس جولات من المحادثات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، وجولة سادسة كانت منتظرة سبقتها ضربة إسرائيلية لتدمير البرنامج النووي الإيراني.
طالما تمسك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بموقف صارم لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وبالتالي وقف طهران تخصيب اليورانيوم، وهو الموقف الذي تتفق فيه الدول الأوربية معهم، بحجة أن النووي الإيراني يشكل خطرًا على هذه الدول بجانب واشنطن وتل أبيب ودولا أخرى.
لكن إيران من جانبها، رغم ما تتعرض له من عدوان إسرائيلي، أعلنت اليوم أنها تبدي مرونة فيما يتعلق بقضية تخصيب اليورانيوم، لكنها لن تتخلى عن ذلك بشكل مطلق، وهو ما تأكد من تصريحات وزير خارجية فرنسا التي تشير إلى تفهم طهران وموافقتها على تخفيض تخصيب اليورانيوم، لكن دوي تخلي كامل عنه.


