تقدير موقف حول القدرات العسكرية الإيرانية وآليات الرد والتداعيات على منطقة الشرق الأوسط

في خضم الحرب الإسرائيلية الإيرانية أود تسليط الضوء على أبرز محاور القدرات العسكرية الإيرانية والتي اعتقد أنها قوة لا يستهان بها من حيث اعتمادها على الفاعلين من غير الدول، خاصةً مليشيات الحرس الثوري الإيراني، حيث تتكون القوات المسلحة الإيرانية من بنيتين رئيسيتين هما الجيش الإيراني (الجيش النظامي) بالإضافة إلى فيلق حرس الثورة الإيرانية (قوات غير نظامية)، والذي نجد منه فرقا تعمل على نشر مبدأ الثورة الإيرانية، وتشيع المنطقة في دول الجوار، مثل كتيبة فيلق القدس في سوريا وجماعة الحوثيين باليمن، وقوات الحشد الشعبي بالعراق، وحزب الله في لبنان.

 هذا بالإضافة إلى وجود قوات الباسيج، والتي تتولى أعمال الدعوة والترويج لمبادئ الثورة الإيرانية، وتشرف على تدريب المدنيين الذين ينخرطون في وحدات الحرس الثوري وقت اندلاع الأزمات.

وبناءً عليه، اعتقد أن إيران كنتيجة لرد فعل للضربات الأمريكية على منشآتها النووية الحالية سوف تقوم بعمل ضربات غير مباشرة بشكل مكثف عن طريق المليشيات الخاصة بها في الدول العربية، والتي تتواجد فيها أكبر القواعد العسكرية والمصالح الأمريكية، الأمر الذي سيُجبر هذه الدول (الدول العربية) على الانخراط في هذه الحرب ومن ثم تفاقم هذه الحرب والحيلولة دون حفظ أمن واستقرار إقليم الشرق الأوسط.

أضف إلى ذلك، خطورة تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على الأمن والاستقرار الدولي من حيث أن إيران تتحكم في أكبر المضائق البحرية وهو مضيق هرمز، والذي يعد أحد أهم منابع التجارة العالمية لإرسال سلاسل الإمداد والتوريد الخاصة بالسلع المختلفة بما في ذلك النفط المُصدر من منطقة الخليج العربي إلى الدول الغربية، ناهيك عن تحكم جماعة الحوثيين في اليمن بشكل رئيسي في مضيق باب المندب الذي يعد شريان الحياة لكافة الدول المطلة على البحر الأحمر، وعلى رأسها مصر كمدخل جنوبي لقناة السويس البحرية، ومن ثم إغلاق هذه المضائق البحرية ينذر بأزمة اقتصادية طاحنة ليس العالم بحاجة إليها لا سيما بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، وتداعيات كوفيد 19، فضلًا عن التلوث البيئي والاشعاعي الذي سوف ربما ينتج عن أي هجمات نووية من نوعها.