الأحد 07 ديسمبر 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات
محافظات

لماذا فعلها ترامب؟

الإثنين 23/يونيو/2025 - 09:23 ص

في مشهد مفاجئ هزّ المنطقة والعالم، وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية، مستخدمًا قاذفات استراتيجية من طراز B-2 Spirit، مزوّدة بقنابل خارقة للتحصينات من نوع GBU-57 المعروفة باسم MOP (Massive Ordnance Penetrator)، وهي القنبلة الأمريكية الأقوى ضد الأهداف تحت الأرض.

الغريب أن ترامب، قبل أيام قليلة فقط من الضربة، صرّح قائلًا: سأمنح إيران فرصة أسبوعين لإعادة حساباتها قبل اتخاذ أي قرار حاسم، لكنه انقلب على ما وعد، وقرر تنفيذ عملية عسكرية مباغتة، ما أثار تساؤلات عديدة: لماذا فعلها ترامب؟

الواقع أن الضربة لم تكن موجهة لإيران بقدر ما كانت موجّهة لدعم وإنقاذ بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي دخل حربًا مفتوحة مع إيران لم يكن يتوقع مداها ولا عمقها. 

فقد ظنّ، أن المواجهة لن تتعدى رشقة صاروخية يتم احتواؤها كالسابق، لكنه وجد نفسه غارقًا في حرب شاملة جعلت الدمار يطول قلب تل أبيب، بمشاهد لم نشهدها في إسرائيل من عقود، بل باتت أقرب إلى ما نراه في غزة منذ قرابة العامين، وذلك ما قاله بعض الإسرائيليين أنفسهم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر البعض صورا وقال هذه ليست خان يونس لكنها تل أبيب.

الضربة الأمريكية لم تحقق أهدافها المُعلنة، فالمشروع النووي الإيراني لم يُدمر تمامًا، وإيران لم تُظهر أي نية للتراجع، بل حدث العكس.

خرج نتنياهو ليعلن أمام شعبه أن الضربة الأمريكية كانت انتصارًا لإسرائيل، مروّجًا أنها حققت أهداف الحرب تمهيدًا لإنهائها، لكن حساباته لم تكن دقيقة، فقد ظن أن الإيرانيين سيتراجعون خوفًا من القوة الأمريكية، لكنهم كانوا أكثر إصرارًا على المواجهة.

وقد عبّر المرشد الإيراني عن هذه الثقة من قبل بقوله: ترامب لا يعرف الإيرانيين، وهو ما أثبتته طهران سريعًا حين ردّت بأعنف ضربة صاروخية شهدتها إسرائيل، استهدفت منشآت عسكرية ومدنية على حد سواء، وقالت للعالم: أنا لا ترهبني قاذفات أمريكا ولا قنابلها، ولن أنسحب مهزومة من حرب لم أخترها، ولن تنتهي هذه الحرب إلا بطريقتي.

اليوم، يقف العالم أمام مفترق خطير.. هل سترد إيران على الضربة الأمريكية بضربة محسوبة؟ أم تنفلت الأمور لتتحول إلى حرب إقليمية شاملة؟ 

سؤال يفتح باب الترقب والقلق، بعدما أشعل فتيله متهور في تل أبيب بدعم من متغطرس بواشنطن.

تابع مواقعنا