بعد استهداف محطات الكهرباء.. لماذا تعجز إسرائيل عن صدّ وابل الصواريخ الإيرانية رغم أنظمتها الدفاعية المتطورة؟
رغم امتلاك إسرائيل واحدة من أكثر منظومات الدفاع الجوي تطورًا في العالم، إلا أن الأيام الأخيرة كشفت عن صعوبات حقيقية في التصدي الكامل للهجمات الصاروخية الإيرانية، ومنذ ساعات نجحت الصواريخ الإيرانية في تعطيل محطات الكهرباء في أسدود بفلسطين المحتلة، وذلك وفقًا لـ jpost.
واستهدفت عشرات الصواريخ الإيرانية الباليستية مناطق عدة من بينها تل أبيب، حيفا، وبئر السبع، محدثة أضرارًا وخسائر بشرية ومادية، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة داخل إسرائيل عن مدى فعالية المنظومة الدفاعية في ظل هذه التحديات الجديدة.
منظومة دفاعية متعددة الطبقات.. لكنها ليست كافية
تعتمد إسرائيل على نظام دفاع جوي متكامل يتضمن القبة الحديدية، وحتس 2 وحتس 3، ومقلاع داوود، إضافة إلى أنظمة أمريكية مثل ثاد وسفن بحرية مجهزة بنظام إيجيس.
ورغم هذا التنوع، فإن اعتراض جميع الصواريخ الإيرانية يبقى أمرًا غير واقعي لأسباب عملياتية وتقنية واستراتيجية.
تكتيكات إيرانية محكمة
إيران لم تعتمد فقط على الكم، بل طورت أيضًا أساليب هجومية معقدة أبرزها، إطلاق صواريخ من مناطق متعددة في توقيتات متزامنة لتشتيت قدرة الدفاع الإسرائيلي على التركيز والاعتراض، واستخدام منصات إطلاق متحركة، ما يصعب رصدها وتدميرها مسبقًا.
تنويع أنواع الصواريخ الإيرانية من حيث السرعة والرؤوس الحربية تفجيرية، عنقودية، أو مزودة بأنظمة تشويش.
برمجة الصواريخ مسبقًا بخطط هجوم معقدة وأنظمة مقاومة للتشويش على GPS.
عوائق استراتيجية ومالية
بالرغم من الدعم الأمريكي، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه مشكلة واقعية تتعلق بتكلفة الصواريخ الاعتراضية، التي تصل لعشرات الآلاف من الدولارات للواحد، مقارنة بكلفة منخفضة نسبيًا للصواريخ المهاجمة.
ومن هنا، يتم اتخاذ قرارات دقيقة لتحديد ما يجب اعتراضه، وفق معايير الأولوية والخطر، خاصة في ظل محدودية المخزون وضرورة الحفاظ عليه في حال تجدد الهجمات.
مفاجآت محتملة
مسؤولون أمنيون لا يستبعدون أن تحمل المرحلة المقبلة مفاجآت غير معروفة ضمن الترسانة الإيرانية، خاصة في ظل دمج طهران لتقنيات متقدمة في صواريخها، قد تُحدث خرقًا غير مسبوق في منظومة الدفاع الإسرائيلية.
